لكلِّ تجربة نتائجها..
وتجربة غزة في حربها مع الظالمين الفسدة الطاغين، أخرجت إلى السّطح كوامن النفوس المؤمنة..
وبواطن الوجدان القوية.., وتكوين القلوب الثابتة بإذن الله، وتحديداً لدى المرأة وهي تلف صغارها الشهداء وتودِّعهم للمدافن، في سكينة وتماسك يندر أن تحتمله قلوب النساء.., وهي تزف شهداءها من الإخوان والأزواج والأجداد والأحفاد.. بقوة الإيمان وعقيدة الجهاد ...
دروسا في الصبر والتجلُّد والتضحية قدّمتها المرأة في غزة.. لأنها مؤمنة أنّ هذه المواجهة هي مع عدوّ الله لا عدوّ البشر فقط , وبإيمانها بمفهوم الشهادة وقيمة الوطن...
هذه الصابرة أم الصبر والصابرين... لن تخلف فيها هذه الحرب بعد أن تهدأ، ما يتوقّع عادة بعد مواقف باهظة الأثمان في الأرواح والممتلكات ومقدرات المعاش من أمراض نفسية أو عقلية، ومن رواسب كثيرة في السلوك.. بل ستكون النموذج الفذ لقوّة النفس وعزيمة القلب وبُعد النظر وسلامة الأداء..
فقراءة لمشاهد الوجوه في شاشات العرض، داخل أرض المعركة أو خارجها، توحي بأنّ المرأة العربية المسلمة هي المحضن الصادق والعميق الذي قدّم لهذه المعركة رجالها الصابرين بمؤونة الصبر على الشدّة في أجمل وأنصع صورها..
فليثبتها الله لتكون أزراً في مؤازرة أبطال غزة الذين ضربوا في معركتهم مثلاً ناصعة... وليثبتهم ليكونوا لها سنداً وظهراً..
اللهم ردّ كيد أعدائهم في نحورهم، ووجِّه آلاتهم إلى صدورهم، وانصر غزة ومَن فيها على عدوّك نصر عزيز مقتدر, إنك على ما تشاء قدير.. اللهم آمين.