كم هو مؤلم حقاً.. ذلك العدوان الشرس الذي يتعرض له أهلنا في غزة..
** تجلس أمام محطات التلفاز.. فتشاهد أشلاء أبنائنا وأهلنا هناك..
** يذبحون أمام أعيننا على يد أعداء الأمة.. مثلما شهدت أرض فلسطين وغير فلسطين مذابح للمسلمين..
** الأيام الماضية.. هي من أسوأ الأيام التي مرت بنا في حياتنا.. نشاهد أهلنا هناك يتعرضون للذبح.. تدمر منازلهم.. ويقتل نساؤهم وأطفالهم وشيوخهم وشبابهم بآلات الحرب الصهيونية وهم عزل بسطاء يريدون أن يعيشوا فقط..
** إسرائيل تمارس الغطرسة ومن ورائها كل من يساندها من الغرب.. يرون أن ذلك حق مشروع لهذا الكيان المغتصب..
** كم من الألم يعصرنا ونحن نرى هذه المذابح المؤلمة.. ولا نملك.. إلا الصبر والدعاء من أعماقنا لأهلنا هناك.. بأن يفرج الله كربهم ويرحم شهداءهم.. وأن يرفع ما نزل بهم.. وأن ينصرهم على أعدائهم ويثبت أقدامهم.. وأن يجعل العاقبة لهم.
** ما حصل في غزة.. كارثة كبرى.. ومحنة وابتلاء لأهلنا هناك.. نسأل الله تعالى أن يثبتهم.
** غير أن المتابع للأحداث.. سواء قبل الهجوم على غزة أو بعد هذا الهجوم الهمجي الشرس.. يلحظ عدة أمور..
** أولاً.. أن تقارب قادة حماس مع كل من إيران وحزب الله خلال الأشهر الماضية.. كان محل تخوف وشكوك كل المراقبين.. الذين لاحظوا هذا التقارب وقالوا.. لابد أن إيران وحماس سيدفعون هؤلاء المساكين إلى معركة أو محرقة.. سعيا لتحقيق أهداف سياسية من ورائها.. وهذا.. ما حصل..
** لقد أكد المراقبون قبل أشهر.. أن تقارب حماس مع إيران وحزب الله لابد أن يكون له ضريبته.. وأن كلا من إيران وهذا الحزب يستثمرون أي علاقة معهم لتنفيذ مخططاتهم.. ولهذا.. أكد المراقبون على أن هذا التقارب سيكون له نتيجة مؤلمة لحماس.. وأن حماس ستجد نفسها في مشكلة كبرى..
** وبالفعل.. تم الزج بها في معركة خاسرة وإيران وحزب الله يبحثون عن النتائج والمكاسب وسط جثث الأموات.
** ثانياً.. عندما بدأت المعركة.. وقامت إسرائيل بضرب أهلنا هناك.. واستشهد من استشهد.. وأصيب من أصيب.. بدأ عملاء إيران وحزب الله في التسويف إعلامياً للإساءة إلى الدول الكبرى في المنطقة التي لها الثقل والمكانة والريادة والتي تشكل استقرار المنطقة وتقف دون طموحات إيران.. أو تقف دون تحقيق شيء اسمه (الهلال الشيعي) وهي المملكة والأردن ومصر.
** تعرضت هذه الدول لهجمات شرسة.. بل هناك من سعى لتهييج الشارع أو الجيش على النظام في مصر - كمثال - منشط هؤلاء المستأجرين خلال المعركة.
** المسلمون يذبحون.. وغزة.. تسحق وهؤلاء يسوقون لمشروعهم الخبيث.. وهو محاولة زعزعة الأنظمة المستقرة في المنطقة والإساءة لها.. ومحاولة تهييج الشارع وإشاعة الفوضى في المنطقة.. وكذا محاولة تحميل هذه الدول مسؤولية هذه المعارك.
** أين إيران؟ وأين حزب الله في هذه المعارك؟
** أين صواريخ إيران الاستراتيجية، أين سلاحها؟
** أم أن هذا السلاح.. وهذه الصواريخ.. هي لدول الجوار فقط؟!!
** ما حصل لغزة.. تشم فيه رائحة إيران.. ورائحة حزب الله.. وما أعقبه من إرهاصات وتحليلات وتعليقات سياسية تشم فيها رائحة الإيرانيين ومن يسير في فلكهم.
** هم الذين أشاعوا الفوضى في العراق حتى تغلغلوا فيها.. وحتى أحكموا قبضتهم عليها.
** وهم الذين أشاعوا الفوضى في لبنان حتى صار الحكم فيها - تقريباً - لمليشيا حزب الله.. وصاروا يتحدثون باسم لبنان..
** وهم الذين يسعون لإشاعة الفوضى في المنطقة كلها.. من أجل تنفيذ مخططاتهم.. وقد دفعوا بقادة حماس لهذه المعركة التي حصدت أبناء فلسطين المسلمة الصامدة المجاهدة.. من أجل الاستمرار في تنفيذ مخططهم المستمر في إشاعة الفوضى في المنطقة.. ومحاولة تمرير مخططاتهم المشبوهة.. كما صنعوا في أفغانستان وباكستان ومناطق أخرى في إفريقيا وغيرها.
** ما يحصل في غزة.. وما أعقبه من أحداث وإرهاصات.. تشم رائحة إيران فيه.. بل وكأن ما يجري.. هو مخطط إيراني بالفعل.
** ماذا قدمت إيران لغزة الآن ولفلسطين بشكل عام؟
** لا شيء.. مجرد كلام..
** ولكن المملكة والأردن ومصر.. قدموا لفلسطين كل شيء.. ووقفوا معها في هذه المعركة موقفا بطوليا.. مثلما وقفوا معها طوال العقود الماضية.. وطوال عمر القضية.