حسابات كثيرة تتحكم بمسار الجولة الثالثة والأخيرة ضمن المجموعة الأولى التي تتنافس فيها منتخبات عمان والكويت والبحرين على بطاقتي التأهل إلى نصف النهائي، على اعتبار أن العراق بطل آسيا كان ودع من الدور الأول ويخوض مباراته الأخيرة لتأدية الواجب ليس إلا.
تبرز في هذه الجولة مباراة عمان والبحرين، وقد فرضت مباريات المنتخبين في السنوات الأخيرة أهميتها حيث اعتبرت بمثابة (القمة الفنية) لدورات الخليج لما تتمتع به من جمالية في الأداء وروعة في المهارات الفردية.
وتلتقي أيضاً الكويت حاملة الرقم القياسي بتسعة ألقاب في دورات الخليج مع العراق الذي يمر في فترة صعبة جداً.
تتصدر عمان ترتيب المجموعة برصيد أربع نقاط (سجلت أربعة أهداف ولم تتلق شباكها أي هدف)، بفارق الأهداف عن الكويت (سجلت هدفاً واحداً ولم تهتز شباكها)، وتأتي البحرين ثالثة بثلاث نقاط، والعراق رابعاً وأخيراً من دون أي نقطة.
وأعلن المنتخب العماني صراحة أنه لن يكتفي بعد الآن بألقاب معنوية كصاحب العروض الفنية المرتفعة، والمنتخب الذي يملك لاعبوه مهارات عالية وما شابه، بل يريد يضيف إلى كل ذلك اللقب الذي طال انتظاره والذي أفلت منه في الدورتين الماضيتين، خصوصاً أن المنافسات تقام على أرضه وبين جمهوره الذي لم يبخل عليه أبداً بالمؤازرة حتى الآن.
وعلى حد قول أحد المسئولين في الاتحاد العماني لكرة القدم فإن الفرصة تُعتبر مثالية لمنتخب بلاده لإحراز اللقب وإلا سيتعين عليه انتظار أكثر من عشر سنوات لاستضافة الدورة مرة أخرى.
وأفلت اللقب من المنتخب العماني في الدورتين السابقتين بعد سقوطه أمام أصحاب الأرض في المباراة النهائية، ففي (خليجي 17) في الدوحة عام 2004 خسر أمام قطر 4-5 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، وفي (خليجي 18) في أبو ظبي عام 2007 خسر أمام الإمارات صفر-1 .
واستفاق المنتخب العماني بسرعة من آثار المباراة الأولى التي تعادل فيها سلباً مع نظيره الكويتي، لا بل إن منافسه فاجأه بأكثر من فرصة وكاد يهز شباكه بأكثر من هدف، إلا أن أصحاب الأرض كانوا على الموعد في الجولة الثانية ورموا بكل ثقلهم مع أبطال آسيا فحققوا عليهم فوزاً تاريخياً قوامه أربعة أهداف نظيفة في مباراة جيدة المستوى للعمانيين كان بطلها المهاجم حسن ربيع الذي سجل ثلاثية تصدر بها ترتيب الهدافين.
يُذكر أن حسن ربيع يلعب في أحد أندية الدرجة الثانية، لكنه نال ثقة مدرب المنتخب الفرنسي كلود لوروا الذي ضمه إلى التشكيلة.. ولم يتردد لوروا أبدا في الإعراب عن سعادته بنجاح رهانه على هذا المهاجم مؤكداً أنه أحد اكتشافاته.
لوروا بقي هادئاً معتبراً أن منتخبه لم يتأهل بعد وأنه سيخوض مباراة صعبة أمام البحرين، لكن الأكيد أن الروح عادت إلى المنتخب العماني بعد تعثر البداية وأن معنويات اللاعبين تبدو في قمتها خصوصاً أن الجمهور العماني احتفل بالرباعية في المرمى العراقي حتى ساعات الصباح الأولى.. وأعلن حسن ربيع بثقة زائدة أن (المباريات المقبلة ستحمل أيضاً العديد من المفاجآت).
حسابياً، تُعتبر عمان شبه متأهلة إلى نصف النهائي وتحتاج إلى التعادل فقط لتأكيد تأهلها، الذي يمكن أن يتحقق أيضاً في حال خسارتها أمام البحرين ولو بنتيجة كبيرة (تصل إلى أربعة أهداف) شرط خسارة الكويت أمام العراق بفارق هدف واحد لأن فارق الأهداف يصب في مصلحتها.
وحسب لوائح الدورة، في حال تساوي منتخبين بعدد النقاط، ينظر أولاً إلى فارق الأهداف، ثم إلى المنتخب الذي سجل العدد الأكبر منها.
أما البحرين فلا بديل لها عن الفوز للتأهل، أما في حال تعادلها فسيرتبط مصيرها بنتيجة المباراة الثانية التي تقام في التوقيت ذاته وتحتاج فيها إلى فوز العراق على الكويت.
بدأ منتخب البحرين الدورة بشكل مثالي بفوزه على العراق 3-1، وكان يمكن أن يكون أول المتأهلين إلى نصف النهائي لكن أداءه لم يكن بالمستوى المطلوب واصطدم بدفاع كويتي محكم وبهدف مباغت من ركلة حرة نفذها مساعد ندا ببراعة.
وحاول التشيكي ميلان ماتشالا مدرب البحرين إيجاد الخطة المناسبة لاختراق الدفاع الكويتي في الشوط الثاني فلم تعط الهجمات المتتالية ثمارها.
تاريخياً، تميل الكفة بوضوح لمصلحة المنتخب البحريني الذي تفوق على منافسه ثماني مرات مقابل خسارتين فقط وستة تعادلات، لكن فوزي عمان جاءا في النسختين الماضيتين.
الكويت - العراق
كثيرة هي الأحداث المرتبطة بالمنتخبين الكويتي والعراقي، لكن الأكيد أن الأول ينافس بقوة على إحدى بطاقتي التأهل والثاني حضَّر حقائبه للمغادرة فور انتهاء المباراة.
المنتخب الكويتي الذي تأكدت مشاركته في الدورة قبل انطلاقها بأيام قليلة بعد أن رفع الاتحاد الدولي الإيقاف مؤقتاً عنه، يعتمد الواقعية التامة مع كل مباراة نواتها التكتل الدفاعي والانطلاق بالهجمات المرتدة، وقد نجحت خطة المدرب محمد إبراهيم حتى الآن، فامتص حماسة أصحاب الأرض في المباراة الأولى وخرج بنقطة بعد إهدار المهاجم أحمد عجب ثلاث فرص محققة، واقتنص ثلاث نقاط ثمينة أمام البحرين بعد تنظيم دفاعي يحسب للاعبيه.
وإذا كان المنتخب الكويتي غير مرشح للمنافسة على اللقب بحسب المسئولين عنه قياساً بالأحداث التي رافقت الاستعدادات وهبوط معنويات اللاعبين نتيجة الإيقاف الدولي، فإن التاريخ يمكن أن يلعب دوراً بارزاً في مسار (الأزرق) في هذه البطولة التي يعشقها كونه تُوج بطلاً لها تسع مرات، قبل أن يتراجع مستواه بشكل لافت في الأعوام الماضية حيث فشل في رفع الكأس منذ (خليجي 15) في الرياض عام 1998م.
أفضل نتيجة حققها المنتخب الكويتي في دورات الخليج مؤخراً كانت وصوله إلى نصف نهائي (خليجي 17 في الدوحة قبل أن يخسر أمام أصحاب الأرض صفر-2).
وكانت لمباريات المنتخبين الكويتي والعراقي نكهتها في السبعينيات والثمانينيات حيث تقاسما السيطرة على دورات الخليج بعد أن نجح المنتخب العراقي في كسر الاحتكار الكويتي لها بتتويجه بطلاً ثلاث مرات، قبل أن يبتعد عن البطولة بسبب غزو الكويت، ليعود إليها في النسخة السابعة عشرة في الدوحة عام 2004م.
التقى المنتخبان في خمس مباريات في دورات الخليج ففاز العراق 3 مرات مقابل مرة للكويت، وتعادلا مرة واحدة، وأوقع نظام المجموعات كلاً من المنتخبين في مجموعة في (خليجي 17 و18).
المنتخب العراقي الذي تعرض إلى ضربات موجعة في هذه البطولة أهمها الإصابات والإيقافات، فضلا عن عدم الاستعداد الجيد، وضع نفسه في موقف صعب جداً بعد فشله في تقديم الصورة التي ظهر بها عندما توج بطلا لكأس آسيا في صيف 2007، فكان بعيدا تماماً عن مستواه، حتى إنه قدم أداء متواضعاً في المباراتين.
وتعرض المدرب البرازيلي جورفان فييرا الذي قاده إلى اللقب الآسيوي إلى انتقادات لاذعة أيضاً، ويحوم الشك حول استمراره مع المنتخب الذي سيستعد في الفترة المقبلة للمشاركة في كأس القارات.