من الطبيعي أن الصورة الفنية للمنتخبات الخليجية.. لا تظهر بشكل واضح إلا بعد الجولة الثانية فالصورة غالباً لا تكتمل بجميع دورات الخليج إلا بعد أن يلعب كل منتخب لقاءين على الأقل.. هكذا تعودنا بجميع الدورات وفي (خليجي 19) أعتقد بأن الصورة الفنية باتت واضحة وصريحة ولا تحتاج إلى اجتهاد من المتابعين والمحللين..!
في المباريات الافتتاحية غالباً يطغى الحذر.. ويكون هو سمة أداء المنتخبات.. كما أن هناك بعض المدربين وأقول هنا بعضهم ربما يعمد إلى الاحتفاظ ببعض الأوراق المهمة تحسباً للاستفادة منها في الجولات القادمة.. وفي الأدوار النهائية.. وفي (خليجي 19) أجزم أن الأمور اتضحت تماماً.. والجميع بات يدرك الفريق الذي يملك الأوراق.. ويملك كل الأسلحة لأن يكون البطل..!
منتخبنا ظهر في مباراته الأولى.. بأداء ضعيف.. وإذا تجاوزنا حذر البدايات.. فإن المنتخب أتاح الفرصة للمنتخب القطري بأن يتسيد اللعب.. وكان في رأيي مكمن الخطأ أو العيب أن المنتخب كان يفتقد إلى اللاعب الذي يستطيع أن يدير الفريق في وسط الملعب بالشكل الصحيح ويلملمه.. وينهي الفوضى الفنية في منطقة الوسط.. ولم يكن حاضراً سوى عزيز.. فيما غاب اللاعب (صانع اللعب).. كما أن الجوهر لم يجانبة الصواب عندما أشرك كريري بدلاً من عطيف أحمد.. فتميُّز عطيف أنه يضيف الحيوية للوسط ويشارك بفاعلية في الهجوم..!
أما الأمر الإيجابي في اللقاء الثاني للمنتخب.. أن الأخضر ألغى جميع احتمالات حدوث مفاجأة من المنتخب اليمني.. عندما ضرب بقوة من البداية.. واحترم المنافس.. ومنحه حقه من الأهمية وعدم الاستهانة به.. والاستفادة من معدل الأهداف.. فيما لو حسمت أمور التأهل..!
أما المنتخب الذي يجب أن تحذره جميع المنتخبات.. فهو بكل تأكيد المنتخب الكويتي الذي تفوق على ظروفه.. وقدم لنا كرة جميلة.. وممتعة للغاية.. مؤكدين لاعبيه بأن الأزرق فريق بطل ويستطيع أن يفرض حضوره.. فالفريق الأزرق في تصوري هو الفريق الأخطر.. وهو ما يجب أن تحذر منه المنتخبات الخليجية.. فالفريق بشكل عام منظم.. وهناك انضباط تكتيكي التزم به اللاعبون.. ولذلك حافظ المنتخب الكويتي على توازنه في اللقاءين.. بالتنظيم والتوازن.. ولهذا فو أكبر المرشحين في رأيي..!
طبعاً كل هذا.. لا يلغي الحضور (الجميل) للمنتخب العماني الذي ينفذ لاعبوه طريقة واضحة تعتمد على التوازن ما بين العطاء الدفاعي والهجومي.. كما أن الفريق يعتمد أيضاً على مواجهة الخصم والاستفادة من الثغرات الموجودة.. كما أن هناك نقطة مهمة تتمثل في الاحتفاظ بالمخزون اللياقي.. وشاهدنا كيف هي لياقة لاعبيه عالية بجميع أوقات المباراة..!
لماذا التعاون يسير في عكس الاتجاه؟!
لن نكون مغالين إذا قلنا بأن معظم طموحات التعاونيين.. وتطلعاتهم المستقبلية.. تسبق واقعهم دائماً.. فما أكثر الطموحات التعاونية التي وضعت والمرتسمات التي خُطط لها.. بهدف الوصول إلى الإنجازات المرجوهة.. لكن في النهاية يسبقهم إليها غيرهم..!! وسيبقون على حالهم.. كما هم.. لن يتبدل موقعهم.. ولن يسبقوا واقعهم.. وذلك بسبب أن المعطيات التي بين أيديهم أقل مما يتطلب واقعهم.. والحال هنا لا يسر ليس التعاونيين فقط.. بل كل من يهتم برياضة وشباب منطقة القصيم.. وستظل الرياضة بالقصيم (مكانك سر) ولا يمكن لها أن تتطور.. وأعرق أنديتها.. وأشهرها.. يئن تحت وطأة منشآت متواضعة.. قليلة الإمكانات.. ولذلك سيظل التعاونيون يجرون وراء سراب دو أن يصلوا إلى المأمول.. ودون أن يحققوا ولو جزءاً من طموحاتهم!!
ولن نكون مغالين أيضاً.. إذا قلنا إن التعاون يسير باتجاه مغاير لكل الاتجاهات الراغبة بالتطوير بأن ترى نادياً عريقاً يحتضن النسبة الكبرى من شباب القصيم وهو قليل الحيلة والإمكانات.. وهو يسير ببطء وببطء شديد.. ينهض تارة.. بمجهود فردي وبذل شخصي.. لأن هناك من لا زال يكافح ويسهر ويتعب.. ويسقط تارات.. والتعاون فرض وجوده على الساحة الرياضية بفضل المجهود الفردي.. والبذل الشخصي.. هذا الأمر هو الذي أوصله إلى الجزء اليسير من طموحه.. وبالتالي حقق جزءاً من طموحات جماهيره الكثر..!!
أما لماذا التعاون يسير في عكس الاتجاه (؟) فذلك عائد إلى عدم وجود منشأة حديثة تلبي كافة احتياجاته الضرورية.. وتكون عاملاً مهماً في علو شأنه.. ففي تصوري أن مكانة التعاون.. وجماهيره.. واسمه.. وتاريخه.. وعراقته.. ونجومه.. عوامل كفيلة بأن نطالب كما طالبنا مرات ومرات.. أن يكون للتعاون منشأة رياضية حديثة تليق به..!!
إن التعاون.. وهو جزء مهم من رياضة الوطن.. بل التعاون له تاريخ مشرف.. تاريخ للحركة الرياضية في بلادنا.. تاريخ كبير.. تاريخ بالأخلاق والتميز والفروسية.. لكن التعاون ما زال برغم تقادم السنين.. على هذا الوضع الضعيف.. ولا أبالغ إذا قلت بأن التعاون فقد هيبته في بعض نشاطاته.. ولو أخذنا كرة القدم كمثال لوجدنا أن الفريق يعيش في مراكز الوسط منذ هبوطه من الممتاز في موسم 1418هـ رغم ما يضمه من نجوم.. وما يملكه من جماهير أذهلت كل المتابعين.. التعاون من حيث النجوم فريق لا يعاني من غياب النجم.. بل لديه نجوم باستطاعتها أن تفرض نفسها على الأندية الكبيرة.. فمثلاً لو قارنا التعاون بنجومه أمثال الأحمري والراشد والثنيان والشمراني ومبرك ومعلا والبيشي.. أو حتى بنجومه السابقين حماد والسكاكر وسحاب والبرجس واللاحم والرشودي والزعاق وضاري.. بدون مبالغة.. ولا حتى عاطفة.. لوجدناها أفضل من كثير من لاعبي أندية الوسط في الممتاز.. أيضا لو قارنا جماهيرية التعاون بأغلب فرق الممتاز بما فيها أندية صاحبة بطولات وإنجازات.. فلا نقارنها بجماهيرية التعاون..!!
تواجد التعاون في أي لعبة يضفي لها رونقاً ويكسبها المتابعة الجماهيرية.. ومن يقول غير ذلك ما عليه إلا أن يسترجع مباريات فريق التعاون لكرة الطائرة فمباريات هذا الفريق حضورها الجماهيري.. يفوق وبمراحل بعض مباريات دوري المحترفين القدم.. فالتعاون يحظى بنصيب الأسد من الإنجازات والبطولات والشعبية الجارفة على مستوى القصيم.. لكن ما يحول بينه وبين الوصول إلى القمة.. هو قلة (الحيلة) وقلة الحيلة هذه تتمثل في عدم وجود منشأة رياضية حديثة تساعده على النهوض بدلاً من المجهود الفردي.. والبذل الشخصي..!!
بعض الأندية ممن تملك منشآت حديثة تفتح (بواباتها) للرياح فأعداد المنتسبين لهذا النادي أو ذاك قليلة.. بينما التعاون.. ومنشآته متواضعة.. بل قُل متهالكة.. تضم النسبة العظمى من شباب منطقة القصيم.. والسبب جماهيريته الكبيرة.. التعاون يمتلك القوى البشرية.. ترغب بالحضور والتألق والتغلب على كل ما يشدها إلى الوراء.. لكنها تبقى عاجزة لأن عوامل الشد أقوى فالإمكانات لا تواكب الطموح..!!
ولأن الطموح لا يقف عن حد.. ولأن الإمكانات تقف عند حد.. فإن الجماهير التعاونية تأمل أن ترى في القريب العاجل خبراً يزف لها البشرى.. خصوصاً في ظل الدعم الكبير واللا محدود من قبل حكومتنا الرشيدة في دعمها لقطاعات المجتمع على مختلف أنواعها ومنها قطاع الشباب والرياضة.. هذا القطاع الحيوي الهام.. الذي نتيجة لهذا الدعم تحققت الإنجازات وعمت المكاسب.. وارتفعت راية المملكة في المحافل الرياضية القارية والدولية.
بقايا
** كالعادة نجحت دورة الخليج (إعلامياً) واختفت فنياً على الأقل حتى اللحظة..!
** قبل أن نلوم (المهاجمين) أمام قطر ألا يحق لنا التساؤل عن غياب صانع الألعاب..؟!
** من أغرب ما سمعت من المحللين ما قاله صالح الداود في قناة الكأس بأن (عزيز) لم يكن حاضراً أمام قطر..!
آخر الكلام
حاتم خيمي أراد أن يكسب جماهير الوحدة بيد أنه بكل تأكيد (خسر) تعاطف كل المتابعين ولا سيما أنه يستعد لحفل اعتزالة.!
yazid1_5@hotmail.com