لم نر تلك العبارة، لكنها موجودة فعلاً أمام عيون المراجع لشأن من شؤون الحياة في أيّ مرفق عام، فبالرغم من العبارات المستهلكة التي نسمع جعجعتها في كل يوم: أبوابنا مفتوحة للجميع، لا نجد صدقاً ولا شبه صدق لتلك العبارات التي سئم منها المواطن،
والتي يظن قائلها أنه يضحك على ذقون الملايين بقولها ليصدقها الناس.
في عالم البيروقراطية هنا تجد ألف حاجب وحجاب دون المدير، فما بالك بمساعد الوزير أو وكيل معاليه.
إذا أردت أن تقابل المدير يجب عليك إن لم تعرف (الفرّاش) أن تحسب حساباً لأن تقابل عدداً من الأشخاص في أية إدارة عامة، فأولاً هناك الموضة الجديدة التي انتشرت في كل مكتب وهي ال(سكريوريتي) فستجد أسئلة كثيرة منها: ماذا تريد، أو أيش عندك هنا، فإذا اقتنع من إجابتك أعطاك الضوء للدخول إلى الإدارة، وإن لا فلا.
وبعد ال(سكريوريتي) هناك مكتب اسمه (شئون المراجعين) وهو مكتب لا تجد فيه أحداً، وإن وجدت فسوف تجد وجوهاً كالحة عابسة لا تقيم وزناً لخلق الله. وبعدهم تذهب لمكتب يسمى مدير مكتب مدير المدير، ونفس الأسئلة ستجدها، وإن رضي وإلا قال لك (عنده اجتماع) وهي عبارة تصم الأذن وتغلق الأمل أمام المراجع عبر التمطيط اليومي.
وبعد المدير الصغير مدير أكبر منه لمدير مكتب مدير المدير، وهكذا تدور من مدير إلى مدير حتى تصل المدير فيقال لك انتهى الدوام تعال بكرة.
أما معاليه فمن الصعب أن تجد باباً يؤدي إلى باب بابه، وإن وجدت فستجد أسوداً تنهش أمامك وتحذرك من أن تقترب من حمى معاليه، لأن معاليه (ما هوب فاضي للمراجعين، رح للموظفين).
هذه حالة كثيرين من المراجعين، وهم الذين يسمون (الدهماء) أي عامة الناس، أما غير العامة فهم لهم ميزان خاص وأبواب أخرى يدخلون منها وينتهي مطلوبهم في دقائق، فلا يعرفون مديدر مدير مكتب مدير المدير.
هل فهمتم شيئاً؟ أم أنكم لم تجربوا مراجعة مدير مكتب مديرب المدير؟!.
فاكس: 2372911
abo-hamra@hotmail.com