عندما فكرت شركة الهدف للإنتاج الفني أن تتبنى عدداً من المواهب في مجال التمثيل، كان عليها أن تتخذ القرار الصحيح من أول مرة، فلا مجال في هذا الزمن المتسارع، للمحاولة والخطأ، وجاء تبنيها لمسلسل الشبابي (الدرجة 37) الذي يعرض الآن على قناة الإم بي سي مساء كل جمعة، قراراً صحيحاً في من أول مرة، على اعتبار أنه يتضمن مواهب شابة متميزة لها (ستايل) خاص، وأداء مختلف، وصورة بصرية مغايرة. إن شركة الهدف بوعيها الدرامي، ومعرفتها بخصائص المواهب التمثيلية، وقدرتها على التفريق بين الموهوب وغير الموهوب، تعرف متى تضع ثقلها في عمل يحمل طلائع تمثيلية ذات نمط خاص تتماهى مع المرحلة، وأن الساعة الآن حانت لتطبيق استراتجيتها في دعم المواهب الشابة وفق معايير فنية عالية، وكان هذا المسلسل (الدرجة 37) عمل مناسب يتوافق مع شروط هذه الاستراتيجية.
كانت (الهدف) وطوال مسيرتها تعطي الفرص تلو الفرص للمواهب الشابة في طاش ماطاش عبر مشاركات شبابية في جميع حلقات طاش، وظهر من ظهر واختفى من اختفى، وهذه مرحلة أولى من إتاحة الفرص للمواهب التمثيلية، أما المسلسل (37) فكان مرحلة تالية ودعما آخر يستحق أن يحظى باهتمام (الهدف) بالشكل الذي يحقق صناعة جيل جديد يكمل المسيرة.
كان هناك شح كبير في ظهور المواهب قبل سنوات ليست بالقليلة، أما الآن فإن وعي الجميع بصناعة المواهب بات أمراً ظاهراً، وتحديداً لدى المؤسسات الأهلية التي يعول عليها الكثير في هذا الجانب، وتجربة شركة الهدف وشركات أخرى مماثلة تؤكد هذا الكلام.
أما عصر (احتكار الفن) فقد انتهى بانتهاء أسبابه، هذا إذا عرفنا أن (الفن) غير قابل للاحتكار أصلا، وأسوأ شيء أن يكون كل فناني البلد مخضرمين.
Ra99ja@yahoo.com