لوَّح معلمو طلاب الصفوف الأولية ومعلماتها بالعزوف عن تدريسهم إثر صحوة وزارة التربية والتعليم من غفوتها الطويلة وإصدارها لائحة الإجازات الشهيرة التي تم فيها إلغاء الإجازة المبكرة لأسبوعين أثناء تأدية طلاب المتوسطة والثانوية امتحانات الفصل الأول، بالإضافة إلى أيام إجازة منتصف العام. بينما أبقت الوزارة على إجازة فترة اختبارات الدور الثاني فلا يعودون إلا مع الطلاب في أول يوم دراسي. ولو حُسبت مدة حضور المعلمين لدينا لوجدت أنها أقل من مدة حضور معلمي العالم على مدى العام! وكانت الوزارة قد دأبت على تدليل معلمي الصفوف الأولية ومنحهم الإجازات تلو الإجازات بما يزيد على ثلاثين يوما عن زملائهم معلمي الصفوف العليا والمراحل الأخرى بما يثير حفيظتهم!
وكنت في مقال سابق قد نددت بتلك الإجازات الطويلة وناشدت الوزارة استبدالها بتخفيف أنصبة أولئك المعلمين والمعلمات بما لا يزيد على خمس عشرة حصة في الأسبوع، وتقليل عدد الطلبة في الفصل الواحد بما لا يتجاوز عشرين طالبا، والإعفاء من حضور حصص الاحتياط والمناوبة؛ تقديرا لجهود المعلمين وتخفيفا عليهم، وتحبيبا لهم في أبنائنا الأطفال مما يكون له مردود إيجابي على الجميع.
ولعل الإجراء الأخير يحسب للوزارة إنفاذا لقرار مجلس الوزراء بتحديد الدراسة ثمانية عشر أسبوعا، ويعمد بعض المعلمين إلى إنهاء المنهج بسرعة واستعجال عبر ستة عشر أسبوعا، بينما يستعين بعض المعلمين المخلصين بحصص الاحتياط لإنقاذهم من ضيق الوقت رغم عدم غيابهم. وأرجو أن تصمد الوزارة وتتمسك بالقرار الأخير مع تنبيه إدارات التعليم مستقبلا بعدم إنهاء المناهج باكرا بهدف إلزام الوزارة بتقليص مدة الدراسة.
وبرغم أن هذا الإجراء يعد في مصلحة الطلبة لمنحهم ومعلميهم المزيد من الوقت للتعلم بترو وتأنٍ؛ إلا أن أولياء الأمور قرروا إرغام أبنائهم على الغياب بالتواطؤ مع بعض معلمي ومديري المدارس، وكأنها رسالة غير مباشرة للوزارة بعدم رغبة الطلبة بالحضور عبر حجج واهية من بينها أنه تم إنهاء المقررات، فحضور الطلبة من قبيل العبث، مع إمكانية اختلاط طلبة الابتدائي مع طلبة المراحل الأخرى، وفيه يثأر الطلاب الكبار وينقضَّون لالتهام الصغار بسبب صعوبة أسئلة الامتحان! فلا تعجب حين ترى أضلاع ابنك بين فكي طالب الثانوية. وكأنهم كانوا لا يختلطون أثناء الدراسة ولا يرون بعضهم ألبته! علما أن مخاطر اختلاطهم من مسؤولية الأسر، فعليها أن تحرص على إحضار أبنائها من مدارسهم إما بأنفسهم أو عبر مواصلات النقل المدرسي، سواء في أيام الامتحانات أو غيرها، والتي تجد فيها طلبة الابتدائية يتجولون في الشوارع حتى ساعة متأخرة من الظهر!
وإن كان من تكريم فإن من يستحقه هم المعلمون الذين يستقبلون الطلاب (الناجحين سلقاً دون نضج) فيتحملون أخطاء زملائهم المعلمين السابقين الذين وهبوهم النجاح بلا استحقاق! فتسعد أسرته، ويفرح مديره بتحقيق النجاح مائة بالمائة. وكأن الهدف أن ينال الطالب رقم واحد، دون إتقان للمهارة!
وأتوقع أن الوزارة لن تتفاجأ بذلك حين تعلم أغلب طلبة المرحلة الابتدائية لا يستطيعون القراءة، وحسبك من الكتابة!
rogaia143 @hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض11342