موسكو - سعيد طانيوس
حذّر رئيس الوزراء الروسي الأسبق, الأكاديمي يفغيني بريماكوف، من إقدام الولايات المتحدة مستقبلاً على ضم إسرائيل لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، تحت ذريعة مواجهة الخطر الإيراني المتنامي، ومن الإصرار على توسيع هذا الحلف باتجاه الشرق ليشمل أوكرانيا وجورجيا المجاورتين لروسيا. وأشار بريماكوف في كتاب أصدره في موسكو مؤخراً تحت عنوان (العالم بلا روسيا؟) إلى أن بعض سياسيي الولايات المتحدة من ذوي البصر القصير يتطلعون إلى ضم دول تقع في ملتقى أوروبا وآسيا مثل إسرائيل إلى الناتو. وقال إن الولايات المتحدة كانت ترفض انضمام إسرائيل إلى الحلف حتى الآن بحجة أن الدولة العبرية في حالة نزاع مع العرب. أما الآن، وبعدما ظهر (الخطر الإيراني)، فقد تغيّر الولايات المتحدة موقفها.
ورأى الكاتب أن عملية توسيع الناتو تهدف إلى إضعاف روسيا وإجبارها على الخضوع للضغوط الأميركية. ولهذا تصر واشنطن على وجوب ضم أوكرانيا وجورجيا إلى صف الدول الغربية المدعوة لمواجهة روسيا. ولفت بريماكوف في كتابه إلى أن مرحلة ما بعد الحقبة السوفيتية شهدت تهويناً متعمداً من قدرات روسيا في حين لا تزال روسيا -حتى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي- تحتل المرتبة الأولى بين دول العالم في مساحة الأراضي، وتحتوي أراضيها على نحو 50% من احتياطي العالم من الثروات الطبيعية، ولا تزال روسيا تجاري الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر القوة الأعظم في العالم الآن، على صعيد السلاح النووي.