برعاية خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- انطلقت فعاليات ملتقى الشراكة والمسؤولية الاجتماعية بين القطاع العام والقطاع الخاص الذي من بين أهدافه.. زيادة الوعي بمفهوم المسؤولية الاجتماعية وبمفهوم الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص في مجال المسؤولية الاجتماعية.. وتحديد وتقييم احتياجات وأولويات المجتمع.. وتوضيح فوائد الشركات بين القطاع العام والقطاع الخاص.
لقد أصبحت الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص من متطلبات إحداث التنمية البشرية وإحداث تغييرات ضرورية في النظم المجتمعية التي تُمكِّن أفراد المجتمع من المشاركة في اتخاذ القرارات التي تؤثر في مسار حياتهم وتُمكِّنهم من معرفة احتياجاتهم ومشكلاتهم، وتجعلهم قادرين على استخدام الموارد المتاحة لتحقيق أهدافهم وتطلعاتهم.. وتؤدي الشراكة في المسؤوليات الاجتماعية إلى ترابط المجتمع وخلق روح التعاون وتساعد في تعرُّف المسؤولين على الإمكانات المتوافرة في المجتمع لاستخدامها واستغلالها وعلى معرفة المعوقات للتخلص منها وتجنبها والمشكلات لحلها.. كما تساعد عن قرب على معرفة الاحتياجات الأساسية للمجتمع وأفراده سواء كانت اقتصادية أو تعليمية أو تنموية.
لقد أصبحت المشاركة المجتمعية موضوعاً إستراتيجياً للمجتمعات خصوصاً في الوقت الحاضر الذي تعددت فيه وكثرت مسؤوليات المؤسسات الرسمية ومهامها ومع ازدياد البشر وتوسع المدن وتعدد الأعراق كان لا بد للمؤسسات الخاصة أن تشارك في بعض هذه المسؤوليات والمهام وتسهم في عمليات التنمية المجتمعية.. ومع ظهور مفاهيم الاقتصاد المصرفي ومجتمع المعرفة أصبحت المؤسسات الخاصة معنية بشكل أكبر للدخول في هذا المجال والتعاون مع المؤسسات الرسمية لبناء مجتمع الاقتصاد والمعرفة واستخدام ما تملكه من وسائل تقنية واقتصادية وبشرية في سبيل تحقيق هذا الهدف.. ولتفعيل مفهوم الشراكة والمسؤولية الاجتماعية في المجتمع فلا بد أن يكون هذا المفهوم بقيمه وأهدافه الوطنية المختلفة متواجداً في المناهج الدراسية والتربوية بشكل عام حتى يكبر الطفل على مفهوم تحمُّل المسؤولية وأن حماية المجتمع وتطويره وتحسينه والمشاركة في تنميته هي مسؤولية فردية كما أنها مسؤولية اجتماعية لا تقتصر فقط على المؤسسات الرسمية.. إضافة إلى أنه يجب على الأفراد البالغين -ذكوراً وإناثاً- نقل هذا المفهوم وهذه الثقافة لأبنائهم حتى تتكامل جهود المدرسة والمجتمع في إطار واحد.
أما في المجالات الاقتصادية فهناك فرص كبيرة للتعاون والشراكة بين القطاعين حيث من الممكن تأهيل وتدريب وتوظيف العديد من الكوادر البشرية الوطنية الشابة من الجنسين.. وخير مثال على ذلك ما يقوم به صندوق تنمية الموارد البشرية من التنسيق والتخطيط والتنظيم بين القطاع العام والخاص لاستغلال الكوادر البشرية فيما يحقق مصلحة الوطن والمواطن.. ولذلك فإن ملتقى الشراكة والمسؤولية الاجتماعية، (مجتمعنا مسؤوليتنا).. يهدف إلى خلق فرص للشراكات بين القطاعين وإشراك المساهمين في الشركات في تطوير وإطلاق الإستراتيجيات والمبادرات وتشجيع وسائل الإعلام لمساندة برامج المسؤولية الاجتماعية.. وهذا يتمشى مع الاتجاهات العالمية الحديثة التي مكَّنت مؤسسات المجتمع الخاصة من المشاركة بفاعلية في صنع القرارات الثقافية المجتمعية والتنموية ونشرت ثقافة المشاركة والتطوع وعلى الله الاتكال.
