الرياض - أحمد القرني
أقيم مساء أمس الاثنين حفل خاص تحت رعاية رئيس مجلس إدارة جائزة (سعفة القدوة الحسنة) سمو الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن، وحضور معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس محمد جميل بن أحمد ملا، وقد تم فيه تكريم هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، بمناسبة حصولها على جائزة (سعفة القدوة الحسنة)، وكان قد تسلمها معالي محافظ الهيئة الدكتور عبدالرحمن بن أحمد الجعفري في وقت سابق.
وقام سمو الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن رئيس مجلس إدارة جائزة (سعفة القدوة الحسنة) بتسليم مكافأة مالية للهيئة وقدرها 250 ألف ريال، وهي مقدار المكافأة المالية المرصودة للفائز في منافسة القدوة الحسنة التي كانت الهيئة هي أول من فاز بها عن (مبدأ النزاهة والشفافية)، وهو المبدأ الذي تأخذ به الهيئة في جميع أعمالها، وكان من مسوغات الفوز بالجائزة، جملة واسعة من الحيثيات التي تميزت بها الهيئة ما يتعلق بإدارة شؤون الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة، وإنجازها لإجراءات تراخيص تشغيل خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات، وكذلك محافظتها على إضفاء جو المنافسة الشريفة بين مختلف المشغلين، وحرصها على مستوى جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين، والموازنة العاملة للحفاظ على أسعار مناسبة لجميع الأطراف.ومن جانب آخر، فقد تم خلال الحفل الإعلان عن تبرع الهيئة بمبلغ الجائزة، لدعم العمل الخيري في المملكة من خلال القنوات الرسمية المشروعة، إذ تم التبرع بالمبلغ مناصفة بين جمعيتين خيريتين، جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي تسلمها الأمير عبدالعزيز بن سلمان، والجمعية السعودية للتوحد وتسلم الجائزة الدكتور طلعت الوزنة.
إثر ذلك ألقى محافظ هيئة الاتصالات د. عبدالرحمن الجعفري كلمة قال فيها: نحتفي اليوم بإحدى هذه القيم الراسخة في مبادئنا، ألا وهي قيمة النزاهة والشفافية، تلك القيمة الأصيلة التي تحقق العدالة بين الجميع، وتجعل الأمر عياناً بياناً، لكل ذي بصر وبصيرة، كالشاخص في رابعة النهار.
وإذا كانت هذه القيمة مما نؤمن به في مثلنا وأعمالنا فإنها لم تكن يوماً موضع احتفاء، لولا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فكان أن حرص صاحب السمو الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن على إنشاء جائزة سعفة القدوة الحسنة، تعنى بالشفافية والنزاهة في المنظمات والشركات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، وذلك بتكريم المؤسسة التي تنتهج هذه القيم في مبادئها، وتطبقها في تعاملاتها.
لقد جاءت فكرة هذه الجائزة في الزمان المناسب، حيث التغيير الجارف يكاد يخفي شعاع النور في بلد النور، لقد جاءت في المكان المناسب؛ لأن هذا الوطن مهبط الرسالة الداعية للعدل والإحسان، الرسالة التي دعت إلى أن يكون لنا في رسول الله أسوة حسنة، وكان العدل والنزاهة والأمانة من سماته، فحري بنا أن نجعلها خُلقاً لنا في كل بيت، وفي كل ركن من أركان بلادنا الغالية.وعندما تقدمت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات للترشح للجائزة كان سلاحها أمرين أولهما: أنها عنيت منذ نشأتها بالشفافية في تعاملاتها مع مقدمي خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات، والأمر الآخر: أنها مؤمنة برسالة جائزة سعفة القدوة الحسنة، التي ستعنى في أحكامها بالنزاهة والشفافية، وقد صدق حدسي وحدس الزملاء في الهيئة، فكانت أن توجت مبادئها بالحصول على الجائزة.
أيها الحضور الكريم:
إن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، وهي الحفية جداً بنيل هذه الجائزة يسعد المسؤولون فيها بالحصول عليها، لأنها شهادة نزيهة على نزاهة الهيئة وشفافيتها، وإذا كان التكريم المعنوي غالياً عليها، تعتز به، وعقداً ثميناً على جيدها فإننا نهدي القيمة المادية للجائزة مناصفة بين جمعية الأمير فهد بن سلمان لرعاية مرضى الفشل الكلوي، والجمعية السعودية للتوحد، فلعلنا بذلك نصل التكريم بالمعروف، بعون هاتين الجمعيتين على أداء رسالتيهما.
أشكر لصاحب السمو الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن رعايته لهذه الجائزة، وأشكر القائمين عليها كريم ثقتهم بالهيئة وحسن تقييمهم لمسارهم في مجال النزاهة والشفافية.
ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز كلمة بهذه المناسبةرحب فيها بالحضور مشيداً سموه بتكريم جمعية الأمير فهد بن سلمان لمرضى الفشل الكلوي والذي يعد إقراراً من الهيئة بأهمية عمل الجمعية ونشاطاتها، ومشاركة الهيئة في الكثير مما ينفع العمل الخيري مستشهداً بذلك، ثم قدم الأمير عبدالعزيز بن سلمان شكره لصاحب السمو الأمير تركي بن عبدالله على اهتمامه بهذه الجائزة التي يسعى المجتمع بأكمله بأن يكون لهم دور فاعل في الرقي بالعمل بكافة جوانبه. وأن ندفع الجميع إلى ممارسات أخلاقية تؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق النفع العام وتحقيق الذي يصبو المجتمع الوصول إليها. وتمنى سموه أن تكون الجائزة قدوة حسنة لأن تقام جوائز أخرى مماثلة تعنى بجوانب أخرى في النشاطات الاجتماعية.
وعلى الصعيد ذاته قال صاحب السمو الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن رئيس مجلس إدارة جائزة (سعفة القدوة الحسنة) أن أحد الأسباب الرئيسية لسعفة القدوة الحسنة نشر الوعي عن ثقافة الشفافية التي تعد مجموعة من القيم المتأصلة في المجتمع السعودي والدين الإسلامي ونحن بهذه الجائزة نعيد التذكير بها، من ضمن أهم الوسائل لهدف هذه الرسالة هي الجائزة والتي نهدف منها كوسيلة نخرج للمجتمع السعودي وغيره بأنه يوجد في هذا البلد أمثلة تطبق السلوك الأخلاقي للتعاملات على أرفع المستويات. كما نريد إبراز من يريد أن يحسن موضوع الشفافية، وأن ينير ويستنير كيفية استطاعة المؤسسة، حكومية كانت أو غيرها، أن تصل إلى هذا المستوى، والجائزة وضعت لها معايير عالمية، اخترنا استشاريا متخصصا وطلب منه أن يحاكي جميع الجوائز المهنية المماثلة وأن يضع لها معايير دقيقة، لا يسمح بالتلاعب معها، كذلك اخترنا مجموعة من الشباب السعودي الطموح الذي لا يرقى إلى سمعته أي شك من النزاهة وضمان خروج الجائزة بشكل دقيق.وأكد سموه أن الجائزة تمنح بعد أن يتم عملية الفحص والتأكد وتجربتها لتطبيق الشفافية. مشيراً سموه إلى أن الوطن مليء بمن يرغبون تطبيق الشفافية في مؤسساتهم، لكن أحياناً يجهلون أموراً كثيرة لجعلها شفافية.
وفي حفلنا اليوم نعرف كيف استطاعت هيئة حكومية كبيرة أن تطبق معايير من الشفافية عالية وبمستوى عالمي ليستفيد منها الآخرون.
وأشار سموه إلى أن كلمة الشفافية هي كلمة حديثة تحوي تحتها مجموعة من القيم، منها النزاهة والعدل والصدق، وهي قيمة إنسانية عامة ولكنها أيضاً قيم دعا إليها الإسلام منذ البدء.
من جانبه أكد معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس محمد جميل بن أحمد ملا أن الشفافية ووضوح الأمور لكل من يتعامل معها، تعكس الارتياح في التعاملات وسهولة الإجراءات وقلة التظلمات من عدم الرضا من داخل أي منشأة.
وعد الملا أن تكون الشفافية نصب أعين العاملين فيما يؤدونه من أعمال وحقيقة تطبق فيما يقومون به من أعمال.وأشار معاليه إلى أن جائزة السعفة القدوة الحسنة هي تنظر إلى أداء الجهاز من الأجهزة الحكومية أو الخاصة، وأوضح أن الجائزة المالية المصاحبة للجائزة تعطى للجمعيات والهيئات الخيرية كمبادرة إيجابية لتنمية هذه الجائزة.
وفي المقابل أوضح معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل أن جائزة السعفة القدوة الحسنة مبادرة جميلة لتنمية ثقافة المجتمع وإدارة أعمال مختلفة بوضوح لدى العامة مهما كانوا. مشيراً معاليه إلى أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات نهجت هذا النهج منذ أول محافظ لها معالي وزير الاتصالات الآن، ولله الحمد اتضح للجميع الآن بشهادة الجميع أن هذا كان النهج السليم. وهذه الجائزة ليست للهيئة فقط وإنما للبيئة التي تعمل بشفافية وخصوصاً في المملكة، لأننا نحتاج لهذا الأمر أكثر مما مضى.. إضافة إلى قيمة الجائزة التي تذهب للعمل الخيري وهذا يضيف خيراً على خير.