أمس الأول؛ أي يوم الأحد الفائت، وبعد أن فرغت من قراءة جريدتنا هذه - أي الجزيرة- ما غيرها تركتها على الطاولة أمامي مفتوحة على الصفحة الأخيرة، وأحضرت الورقة والقلم لأكتب مقالتي هذه ورحت أفكر في موضوع زاويتي القادمة، وبالطبع لم يطل التفكير بي إذ لمحت ثلاثة مواضيع متتالية على الصفحة الأخيرة، ووجدت أنها تهم القارئ قبل أن تهم الكاتب؛ لذلك هممت بالتعليق عليها نظراً لأهميتها.
فالموضوع الأول، كتبه الزميل سعود الشيباني وبه يقول: (ألقت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - مركز حي البديعة- القبض على وافد تركي أثناء خروجه من منزل مواطنة سعودية؛ حيث رصدت الهيئة معلومات تؤكد وجود علاقة غير شرعية بين الوافد والمواطنة!!
والوافد -كما فهمنا من الخبر- هو عامل مطعم يقوم بتوصيل الطلبات للمنازل، كما أكدت مصادر الهيئة أنه تم القبض أيضاً على مواطن آخر ترجح معلومات (غير رسمية) بوجود علاقة نسب مع الفتاة!!) وتعليقنا على الخبر هو: (والله إننا نقدر عمل الهيئة ونجل أعمالها في درء المفاسد بل أصبحنا (نحبها) هذه الأيام لاقترابها وتفاهمها مع المواطن وقبولها النقد والتعاون مع الصحافة وتطوير تعاملها -حضارياً - مع الناس، ولكننا نأخذ عليها نشر مثل هذا الخبر الذي يستوجب الستر، كما يوصي أفرادها أصحاب القرار دوماً، وكذلك نأخذ عليها تسريب خبر هذه الأيام عن ضبطها مجموعة من مشاهير المجتمع من خلال خطاب رسمي تناقلته الهواتف الجوالة يذكر أسماءهم كاملة وأسماء الفتيات اللواتي كن معهم.
نحن بالطبع لا نعترض على عمل الهيئة، ولكننا نعترض على أسلوب (التفضيح) الذي يطال أسرهم وأولادهم ومعارفهم ووظائفهم أيضاً، فأين (الستر) في هذا الفضح الذي يبدو (متعمداً)، بل وقد يكون (كيدياً) من خلال هذا التشهير اللامبرر اجتماعياً وأخلاقياً، مع أن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا (بالستر).
***
أما الخبر الثاني الذي لفت نظرنا في ذات الصفحة (أي الأخيرة) فهو خبر يثلج الصدر ويجعلنا نرفع العقال احتراماً لشرطة الرياض؛ ممثلة بشعبة التحريات والبحث الجنائي؛ فقد ذكر كاتب الخبر الزميل عبدالرحمن السريع أن رجالنا الأبطال أحبطوا مخطط جناة قاموا في وضح النهار (الساعة التاسعة صباحاً) بإطلاق النار على عجلات سيارة محصل شركة كودو حتى لا يستطيع الهرب منهم، وسرقة شنطة بداخلها (170) ألف ريال، ولكن رجال الأمن البواسل استطاعوا القبض على الجناة خلال (72) ساعة بفضل توجيهات مدير شرطة منطقة الرياض لمدير شعبة التحريات والبحث الجنائي العقيد ناصر الدويسي بسرعة كشف هوية الجناة، وقد قام العقيد ناصر بذلك في زمن قياسي هو ورجاله الأبطال، كل من: المقدم منصور العتيبي والنقيب فيصل بن بتلا والنقيب فيحان بن حميد، وبالطبع أفرادهم البواسل الذين يعملون في الظل من أجل الوطن ف (تحية) لهؤلاء الرجال الرجال.
***
أما الخبر الثالث، الذي يشرح الصدر، فهو إعلان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن ترشيح المنطقة التاريخية بمحافظة الدرعية لمنظمة اليونسكو لتسجيلها في قائمة التراث العالمي، بالإضافة إلى مدائن صالح ووسط جدة التاريخي، أما مبعث سرورنا هنا فإننا ومنذ عشرة أعوام ونحن نطالب بترميم الدرعية إلى أن وجهنا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان لزيارة مشروع التطوير، وأيقنا أن هذه العاصمة التاريخية الرمز ستحتل مكانها الأثاري بين مدائن العالم؛ لأنها منطلق هذا الكيان العظيم الذي اسمه مملكة الخير والرفاه.
