عبدالله الكثيري
للمطبلين وكذّابي الزَّفة والمنظِّرين عبر بعض القنوات الفضائية ومن خلال بعض الأعمدة الرياضية أقول إن الرياضة السعودية بألف خير وهي في أيد أمينة بقيادة سمو سلطان الرياضة وسمو نائبه.
ماذا تريدون يا مَن تبحثون عن أي (هفوة) أو تراجع وقتي للأخضر لتستلوا سهامكم وتطلقوا العنان لألسنتكم للنيل ممن شرَّفنا ورفع رؤوسنا عالياً في كافة المحافل الرياضية.
إن كانت أربع مشاركات عالمية متتالية لا تروق لكم، وإن كانت ثلاث بطولات كأس خليج لا تهمكم، وإن كانت ثلاث بطولات قارية لا تعجبكم ومثلها (وصافة) وغيرها بطولات عربية وإسلامية فماذا يعجبكم وماذا تريدون أكثر من ذلك؟!!
أنا شخصياً عاصرت هذه الإنجازات على مدى ربع قرن ووصلت إلى درجة (التشبّع) من البطولات والتي شرَّفنا بها رجالنا خليجياً وإسلامياً وآسيوياً وعالمياً فماذا تريدون بعد؟!
هل تريدون من (الأخضر) أن يحقّق كل البطولات التي يشارك بها هذا (مستحيل)، بل من عاشر المستحيلات لأنه لا يوجد في العالم أجمع فريق أو منتخب يحصد كل البطولات التي يشارك بها بما فيها منتخب البرازيل (منبع الفن الكروي).
يا سادة أفيقوا من أحلامكم الوردية وتجاوزوا أفكاركم العاطفية وحكّموا عقولكم لا عواطفكم واتركوا كثرة التجريح والتقريع للأخضر!
تذكّروا يا من تثرثرون أن المنتخب السعودي أكبر من نقدكم الساذج وأن هناك أناساً أحرص عليه منكم يديرونه وفق خطط مستقبلية مدروسة ليس لها في قاموس العاطفة نصيب.
إن (البرازيل) أيها (المتفلسفون) لم تحقق بطولة كأس العالم إلا خمس مرات فقط رغم مشاركاتها المتتالية منذ ما يقارب القرن ولم تحقق بطولة كوبا أمريكا إلا مرات عديدة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ولو نظرنا إلى إنجازات المنتخب السعودي في ربع قرن لتأكدنا أن السعودية حققت إنجازات كبيرة لم يسبقها إليها أحد من المنتخبات قياساً بتجربتنا الكروية وعمرنا القصير في عالم كرة القدم.
وأذكّر الجميع هنا أنه إذا كانت البرازيل هي ملح كرة القدم العالمية وهي مهوى أفئدة عشاق الفن الكروي في العالم فإن (السعودية) هي (سكر الكرة) وهي ملاذ عشاق الكرة في خليجنا ووطننا العربي الكبير وفي أكبر قارات الدنيا.
يقول الإخوة الخليجيون معلِّقين كانوا أو محلِّلين أو حتى معجبين إن الكرة السعودية كرة (ولاَّدة) صانعة للمواهب والنجوم ومنتخبها لا يُعمّر، بل يتجدّد باستمرار ولا يعتمد على لاعب أو لاعبين كما هي حال المنتخبات الأخرى وإنما يلعب كمجموعة واحدة متناغمة وهذه الشهادة هي فخر لنا ولا سيما أنهم لا يحسدوننا، بل يغبطوننا على ما نحن فيه فماذا تريدون بعد؟!
أذكّركم للمرة الألف وأسألكم بربكم كيف كنا عليه قبل عقدين ونيف من عمرنا القصير في عالم الكرة وكيف أصبحنا الآن!
كان منتخبنا قبل ربع قرن يخسر بالأربعة والخمسة والستة من منتخبات مجاورة وعربية وآسيوية واليوم نصل للدور الثالث في كأس العالم ونهزم منتخبات عالمية يُشار لها بالبنان مثل بلجيكا والمغرب وجنوب إفريقيا وغيرها وغيرها من منتخبات العالم التي سبقتنا بعقود في الكرة فماذا تريدون بعد؟!
تذكّروا يا سادة يا أحبة عام 1984م أو العام الذي أسميه عام (النقلة) الكروية السعودية بعد تحقيق كأس آسيا لأول مرة والتأهل لأولمبياد لوس أنجلوس كيف كانت الفرحة العارمة في الشارع الرياضي السعودي لتتوالى بعدها الإنجازات (المفخرة) التي بدأها الراحل الكبير فيصل بن فهد رحمة الله عليه وليكملها بنجاح وجه السعد سلطان بن فهد وعضده الأيمن نواف بن فيصل فماذا تريدون بعد؟!
سبعة عشر عاماً في عهد سلطان بن فهد تحققت فيها كل هذه الإنجازات فماذا تريدون بعد؟! إن أخضرنا الغالي وهو يمر بمرحلة انتقالية وتجديد دماء لم يتنازل عن كبريائه وعظمته الكروية ووصل إلى النهائي مرتين وفي غضون سنة ونصف أقليماً وآسيوياً وخسرهما بشرف وفي ظل أخطاء تحكيمية فادحة في كلا النهائيين ومع ذلك أقول الكبير يبقى كبيراً يا أخضر مهما كثر العذّال والحسّاد في الداخل والخارج ويا جبل ما يهزّك ريح أو هفوة حكم فماذا تريدون؟!
أحمدوا الله على ما تحقق لمتنخب بلادنا الذي يحمل اسم السعودية الغالية في سنوات قليلة غيرنا يحسدنا عليها ونحن نتهكم ولا ترضينا!!
فشكراً للقيادة الرياضية برئاسة سلطان بن فهد وسمو نائبه نواف بن فيصل، وأقول سيروا بعد مشيئة الله بنا إلى مرافئ الأمل والتفاؤل والإنجازات ودعوكم من (الحماقات) التي تتناثر هنا وهناك.. وأقول أيضاً في ختام حروفي هذه إن الأمل يحدونا بالوصول الخامس المتتالي لكأس العالم في جنوب إفريقيا وإن لم يحدث لا سمح الله فإنها لن تكون نهاية العالم وسيبقى الأخضر (أخضر) بتاريخه وإنجازاته ورجاله رغماً عن أنف ابن همام وأتباعه في الخارج ورغماً عن أنف الشامتين بالداخل.
فسر بنا يا سلطان ونواف ولن يضيع تعبكما وسهركما.. وفي الأخير لا يصح إلا الصحيح.