القاهرة - مكتب «الجزيرة» - علي فراج:
بعد مباحثات وصفت بالماراثونية غادر وفد حركة حماس أمس القاهرة للتشاور مع بقية الفصائل الفلسطينية لاتخاذ موقف نهائي من التوصل إلى اتفاق للتهدئة مع الجانب الإسرائيلي من أجل فك الحصار وفتح المعابر وبدء حوار للمصالحة الفلسطينية الوطنية، ومن المقرر أن يعود الوفد إلى القاهرة غداً السبت من أجل إبلاغ المسؤولين المصريين بالموقف النهائي من هذه القضايا، وسط توقعات بالتوصل إلى إعلان نهائي لموقف الحركة من التهدئة وفق المبادرة المصرية.
وكان الوفد برئاسة عماد العلمي عضو المكتب السياسي للحركة قد أنهى مباحثاته مع المسؤولين المصريين برئاسة الوزير عمر سليمان حول سبل التوصل إلى اتفاق للتهدئة مع الجانب الإسرائيلي من أجل فك الحصار وفتح المعابر وبدء حوار للمصالحة الفلسطينية الوطنية يفتح الطريق أمام إعادة الإعمار وإطلاق العملية السلمية. وقالت مصادر مصرية إن القاهرة كثفت من جهودها للخروج برد نهائي من وفد حماس من أجل التوصل إلى اتفاق للتهدئة يمكن الانطلاق منه إلى فك الحصار وفتح المعابر والتوجه إلى الحوار الوطني الفلسطيني لتوحيد الصف وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني من أجل الانطلاق مرة أخرى في العملية السلمية، لكن الوفد تمسك بضرورة العودة إلى دمشق وغزة للتشاور قبل إعلان الرد النهائي حيث عقد الطرفان المصري والفلسطيني أربع جلسات خلال يومين، وأشارت المصادر إلى أن وفد حماس أبدى استعداد الحركة لإمكانية القبول بالمطالب المصرية في حال وضع ملاحظاتها موضع الاعتبار من خلال حوار فلسطيني موسع يضم كل الفصائل.
وقال صلاح البردويل عضو وفد حماس إن المباحثات مع المسؤولين المصريين أنجزت الكثير من النقاط وإن الجانبين اقتربا من التوصل إلى اتفاق التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال إن وفد حماس قدم استفسارات للمسؤولين المصريين لكي يجيب عنها الجانب الإسرائيلي حتى يتم التوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أن من بين هذه النقاط واحدة تتعلق برفع الحصار باعتبار ذلك مطلباً أساسياً مقابل التهدئة. إلى ذلك أعلن مسؤول أمني مصري أن السلطات المصرية منعت أمس قيادياً في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كان بصدد العودة من مصر إلى قطاع غزة عبر معبر رفح وبحوزته أكثر من عشرة ملايين دولار من إدخال الأموال إلى القطاع.
وأوضح المسؤول طالباً عدم الكشف عن اسمه أن السلطات الأمنية المصرية عند معبر رفح أصرت على تفتيش حقائب أعضاء وفد حماس التفاوضي الستة، الذين كانوا عائدين إلى قطاع غزة بعد اجتماعهم بمدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان. وأضاف أنه بعد عملية تفتيش الحقائب تم السماح لخمسة من أعضاء الوفد الستة بالعبور إلى غزة في حين منع المتحدث باسم حماس في قطاع غزة أيمن طه الذي عثر بحوزته على تسعة ملايين دولار ومليوني يورو نقداً من العودة إلى القطاع مع المال. وقال المسؤول المصري: (إن هناك اتصالات مع وزارة المالية لتقرير إذا ما كان سيتم السماح بإدخال المال) إلى غزة.
