جدة - عبدالله الزهراني:
في جو اتسم بروح المودة التقى فخامة الرئيس التركي عبد الله غول خلال ختام زيارته الحالية للمملكة التي استمرت ثلاثة أيام أمس الخميس برجال الأعمال السعوديين وذلك بمقر غرفة جدة، وأكد خلال كلمته على عمق العلاقة التي تربط المملكة وتركيا في جوانب عديدة وعلى مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتعليمية والسياحية، وشدد فخامته على أن تركيا والمملكة تربطهما أواصر تاريخية ودينية واجتماعية وثقافية تعمل القيادات السياسية في البلدين على تنميتها وتطويرها باستمرار.
وقال جول (الزيارتان الأخيرتان الاتاتن قام بهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لجمهورية تركيا خلال العامين 2006 و2007 تعكس اهتمام المملكة بتركيا)، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي يبلغ حالياً حوالي 5.5 مليار دولار لا يعكس في الحقيقة قوة الترابط والعلاقة بين البلدين والتي تنمو بشكل كبير، متأملا أن يقفز حجم التبادل التجاري إلى 10 مليارات دولا قريبا حيث أن هناك فرصا استثمارية قوية وممتازة في البلدين فتركيا لديها استثمارات جيدة في السياحة والاتصالات والبنية التحتية كما أن المملكة لديها العديد من المشاريع الناجحة والتي تحفز الاستثمار الأجنبي.
ودعا غول المستثمرين السعوديين إلى نسيان التجارب والذكريات السابقة في الاستثمار في تركيا والبدء بفتح صفحة جديدة، وقال فخامته: (أقدم لكم شيكاً مفتوحاً وإذاواجهتكم أي مشكلة راجعونا في تركيا)، مشيراً إلى تركيا القديمة قد تغيرت وأن هناك إصلاحات داخلية قد تمت وضوابط وأنظمة حديثة تم استحداثها لتفعيل واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، حيث تتمتع الاستثمارات الأجنبية اليوم بمميزات عديدة ومحفزات كبيرة، وبفضل ذلك كله فتركيا الآن تعيش نموا اقتصاديا كبيرا كما أن المحاكم التركية لا تفرق بين الاستثمارات التركية أو أجنبية في مجال الحقوق أو الواجبات وهذا ما نتج عنه زيادة في حجم الاستثمارات الأجنبية في تركيا لتصل الآن إلى ما يزيد عن 25 مليار دولا في حين كان قبل عدة سنوات لا يتجاوز المليار دولار.
ونوه فخامته بقوة ومتانة الاقتصاد السعودي الذي استطاع بكل جدارة أن يحول الأزمة العالمية إلى فرصة اقتصادية، مستشهدا بمعدل الميزانية العامة للمملكة التي أعطت مؤشرا واضحا وصادقاً لقوة وصلابة الاقتصاد السعودي، مشيدا في نفس الوقت لما خصصته الميزانية لدعم المشاريع التعليمية في المملكة والتي بلغت حوالي 25% وأن هذا هو الاستثمار الأمثل، مشيراً إلى أن الاستثمار في حقل التعليم نتائجه لاتكون سريعة ولكن تظهر النتائج على المدى الطويل حيث ستجني منه المملكة نتائج كبيرة مستقبلاً.
كما ثمن فخامته دور مؤسسات النقل الجوي في تنشيط ودعم حركة السفر الجوي بين الملمكة وتركيا حيث يوجد أكثر من 35 رحلة أسبوعية جوية بين البدين والتي ساعدت في مد جسور التواصل لافتا أن الجالية التركية تشعر وكأنها في بلدها ومنزلها، كما أن السعوديين يشعرون بنفس الانطباع لدى تواجدهم في تركيا.
كما رجع فخامته إلى الذكريات الجميلة للمملكة التي عاش فيها فترة من الزمن قبل تسلمه مقاليد الرئاسة وفترة عمله في البنك الإسلامي للتنمية مستشاراً اقتصاديا بجدة، وقال فخامته (أتذكر أياما جميلة قضيتها هنا في مدينة جدة وبخاصة في أيام نهاية الأسبوع يوم الجمعة عندما نذهب سويا مع مجموعة من الإخوة الأتراك إلى سوق السمك القريب من هنا)، مشيراً إلى انه وأسرته يشتاقون إليها.وألقى رئيس غرفة جدة محمد بن عبدالقادر الفضل كلمة رحب خلالها بالرئيس التركي في بيت الأعمال وقال: لن اسرد لكم يا فخامة الرئيس البيانات الإحصائية للصادرات والواردات وحجم التجارة الخارجية وحتى المشروعات المشتركة بين أصحاب الأعمال في بلدينا الشقيقين لأنها وبكل بساطة عند مقارنتها بالفرص الكبيرة والتسهيلات المتوفرة والعلاقات المميزة بين البلدين نجد أنها ما زالت متواضعة ولم ترق إلى مستوى هذه العلاقة المميزة لذلك فإننا نتطلع أن يساهم تشريفكم للمجتمع الاقتصادي اليوم في تعزيز وتنمية المشروعات المشتركة كما نأمل من المجتمع الاقتصادي أن يستفيد من هذه الفرصة لإنشاء كيانات اقتصادية تخدم مصلحة الشعبين.هذا وقد وقعت على هامش اللقاء اتفاقية بين البنك الإسلامي للتنمية واتحاد الغرف التركية لتعزيز التعاون ودعم المشروعات المشتركة، وقد حضر اللقاء معالي وزير التجارة والصناعة الوزير المرافق الأستاذ عبدالله بن أحمد زينل علي رضا.