تعاني بلادنا منذ سنوات من جنوح فئة من شبابها إلى الغلو والانسياق خلف الشبه والآراء المضلة ومن أسباب ذلك نقص العلم الشرعي الصحيح المستمد من الكتاب والسنّة، ولهذا سهل اصطيادهم فالتمسوا العلم من غير أهله وفي غير مظانه، فزلت أقدامهم وضلت أفهامهم، ولهذا فإن الحاجة داعية وماسة لافتتاح فروع لكليات الشريعة في المحافظات، ولاسيما أننا لا زلنا نعاني من نقص في عدد القضاة والمفتين والدعاة والمستشارين الشرعيين، وقبل ذلك كله فإن نشر العلم النافع عن طريق هذه الكليات من أعظم ما تحارب به البدع والشبهات والأفكار الهدامة، كما قال تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} فكل ما يأتي به أهل الباطل من شبه يكشفه العلم النافع، وقد لمست حرص وحاجة كثير من الشباب للقبول في كليات الشريعة، ولكن يمنعهم من ذلك بعد المسافة حيث تتركز كليات الشريعة في المدن الكبرى بعيدة عن المحافظات مع قلة استيعاب هذه الكليات لهذه الأعداد الغفيرة التي تحرص على طلب العلم النافع وهذه الكليات قليلة جداً بالنسبة لبلاد مترامية الأطراف وهي مهبط الوحي وتهوي إليها أفئدة المسلمين في كل مكان؛ فأتوجه إلى المسؤولين في وزارة التعليم العالي ومديري الجامعات الإسلامية للنظر في هذا الموضوع لما يحققه من مصالح عظيمة للعباد والبلاد ولما يدرأ عنا من شرور عظيمة بسبب نقص العلم وفشو الجهل وكثرة دعاة الباطل. حفظ الله بلادنا من شر الأشرار وكيد الفجار ووفق ولاة أمرنا لما فيه صلاح البلاد والعباد.