بسبب ضغوطات الحياة وتعاملنا اليومي المباشر مع أطفالنا قد يجنح بعضنا إلى العقاب كوسيلة وحيدة للتعامل مع الطفل وبالأخص الضرب! على الرغم من إدراك الكثيرين منهم ما للضرب من نتائج سلبية واضحة منها ما هو قريب المدى يتمثّل في تمرده وعدم طاعته واستجابته للأوامر الموجهة إليه وبالتالي اعتياده على هذا الأسلوب الخاطئ أساساً, ومنها ما هو بعيد المدى وهو الأهم من تذبذب لشخصيته من عدم ثقة في النفس والتردد وعدم الرغبة في تحمل المسؤولية في الكبر وفي أسوأ الظروف العقوق لوالديهم في الكبر وعدم تربية أبنائهم بطريقة صحيحة، بل وعدم معرفة بالتعامل مع زوجاتهم ومن حولهم. ولذا من الممكن اليسير ولعله من حق الأطفال على والديهم أن يتعلموا الأساليب القويمة في تربية الأبناء ويتخلوا تماماً عن الضرب كوسيلة للعقاب في ظل وجود بدائل أثبتت جدواها مثل التعزيز الإيجابي عن طريق المكافأة المقننة بالطبع. فلا يوجد محفز أقوى من رغبة الطفل الداخلية للتجاوب سوى رغبته في المكافأة. وأحياناً كثيرة تكون المكافأة أو التقدير على النجاح هو ما يوقظ رغبة الأطفال الداخلية للتعاون، فكل طفل بحاجة إلى وقت خاص به مع والده يقضياه في شراء لعبة ما, وكل طفل أيضاً يشعر بالفرح عندما تذكر له الحلوى. وجميع الأطفال أيضاً يحبون الهدايا، ولعل الكثير من الآباء يلاحظون كم يبدو الأطفال ودودين ومتعاونين عندما يريدون شيئاً ويعتقدون أن بإمكانهم الحصول عليه، إن الحصول على المزيد أو توقع الحصول على المزيد يوقظ شيئاً بالداخل، فيسارع الطفل بقول (نعم) ويتبع أي شيء يطلب منه.
ولقد نشأ العديد من الأطفال بنجاح بدون العقاب بالضرب أو حتى استخدام التهديد للحفاظ على السيطرة. فلم يعاقبهم آباؤهم وهؤلاء الأطفال ليسوا منفلتين في سلوكياتهم، بل أشخاص ناجحون. وعلى الجانب الآخر فقد فشل ملايين الآباء في تربيتهم باستخدام الرقة والقسوة تجاه فلذات أكبادهم!