Al Jazirah NewsPaper Friday  06/02/2009 G Issue 13280
الجمعة 11 صفر 1430   العدد  13280
كيفية التعامل مع السلوك العدواني لدى الأطفال
د. سليمان محسن العريني

 

يرى بعض علماء التربية أن السلوك العدواني سلوك متعلَّم يكتسب الفرد من خلاله ملاحظة نماذج سلوك الآباء والإخوة والرفاق وغيرهم ويعزز ذلك السلوك من خلال التشجيع، كما أن ملاحظة السلوك العدواني المتلفز لا يقل تأثيراً عن مشاهدة السلوك العدواني الحي، وكما أن الإحباط يُولِّد العدوان فعندما يعترض الطفل عائق يمنعه من الوصول إلى هدفه أو تحقيق رغبته كما يحدث بين الأطفال حول ممتلكاتهم عندما يريد طفل أن يأخذ لعبة طفل آخر، كما أن اتجاه الأسر أو المجتمع نحو العنف يزيد من السلوك العدواني لدى الأطفال مثل تكرر الإساءة للزوجة أو احتقار أسرة أو قبيلة معينة فهذا يشجعهم على التصرف من منطلق ما يشاهدونه أو يسمعونه ممن حولهم.

والسلوك العدواني لدى الأطفال يُعتبر استجابة طبيعية لديهم إلا أنه يتناقص مع العمر مع زيادة النضج حيث يكتسب مهارات جديدة حسب اتجاه الأسرة أو البيئة التربوية فيتعلم كيفية التصرف إذا تعرض للمشكلات فيكون جاهزاً للتفاوض أو التنازلات المتبادلة.. ولكن عندما يتعرض الطفل للاستفزاز أو الاعتداء فيستجيب الطفل بعدوانية في الدفاع عن ذاته ضد عدوانية الآخرين فإنه في هذه الحالة لا يعتبر السلوك عدوانياً، ولكن يُعتبر عدوانياً إذا كان بشكل عام ومستمر دون استفزاز من الآخرين بهدف السيطرة والتسلط، ولذا فإن أهم ما يحتاجه الطفل الحب والتقبُّل والتفهم من قِبل أسرته وعدم تجاهله وتجاهل أسئلته وعدم نقده وإنما التصحيح لأن النقد يؤدي به إلى البحث عن رفاق السوء وهذا من أسباب التمرد على توجهات الأسرة.

وإذا كان لا بد من العقاب في بعض الحالات فليكن حرماناً من بعض الحاجات التي يرغبها الطفل ولكن لا يكون الضرب.. وعلى الأسرة واجب في مساعدة الأطفال من البداية على تعليم المهارات الاجتماعية التي تساعدهم على التصرف مع المواقف المختلفة فيعلم كيف يحترم حقوق الآخرين إذا أراد من الآخرين احترام حقوقه وأن يفكر في عواقب سلوكه قبل أن يقدم عليها فإذا ضرب زميله فإنه سيضربه أو يشتكيه ولكن لو حاول التفاهم معه لكسبه صديقاً وعاش سعيداً كما يفضل تعليمه بعض العبارات مثل ذكر الله أو لعن الشيطان.

والأطفال إذا لم يعوّدوا على كبح السلوك العدواني فإن الطفل يكبر معه هذا السلوك وإن قلَّ بسبب الضوابط الاجتماعية والنظامية إلى أن يبقى له أثر في بعض السلوكيات التي تُتعب من اكتسب هذا السلوك سواء مع أهله أو أولاده أو زملائه، فالرعاية من البداية ومعرفة الأسرة بأنماط السلوك المختلفة وتربية الأولاد على السلوك الحسن لهما مردود إيجابي على حياء الشخص وتعامله مع من حوله ويجعل منه شخصاً إيجابياً في مجتمعه ويساهم هذا في تكوين مجتمع له مميزات ذات طابع تسوده المحبة والتعاطف والتكامل وهذا من سبيل الوصول إلى مصاف المجتمعات المتطورة.وبالله التوفيق.

جامعة الأمير سلطان



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد