في أحد المجالس الليلية وتحديداً في إحدى الاستراحات الخاصة، كنا وكعادة العرب نعوم ونجيد العوم في نقاشات لا تدري أين تكون نقطة بدايتها، لكنك بالتأكيد تعلم أنها لن تنتهي، كان النقاش عن الحرية وكان أبوإبراهيم ممن يرى أن السلوك الطبيعي للإنسان سوف ينحرف عن كونه طبيعياً ما لم تتمتع الشخصية أو السلوكيات بالأصح بنوع من الحرية وأنا أقف في صف هذه المقولة، لكن كانت كلمة الحرية تتردد كثيراً في كل أطروحة تثير تنور النقاشات وفي كل قصة تداعب أصحاب العواطف الجياشة، حتى وقفت أتساءل عند هذا ما هو مقصدهم بالحرية؟ أو بالأحرى ما هي الأبعاد التي ستقف عليها هذه الحرية، وقد كفاني الله شر إحراج السؤال حينما تحول النقاش إلى السياحة الخارجية وبدأت ألمح في الوجوه تعابير أشبه ما تكون بتعابير الحسرة والألم وأصبحت الموضوعات (في منتهى الحرية) كنت في استماعي أرى الألوان في لوحاتهم الخيالية الوصف والواقعية وكانت كل نقطة أستوضحها تؤتي بالرد: (عادي لا تصير مقفل!)، حتى اشمنز من كل ذلك كياني. أعتقد أننا بحاجة إلى مراجعة قواميس اللغة وترتيب أبجدياتها لأنه بدأ يغلب ظني بأن هنالك خطأ مطبعياً جعل الانحلال معني وافياً للحرية.
الرياض
sultan-m100@hotmail.com