إن تقدم الدول وتطورها مرتبط في مستوى الأداء الذي تؤديه الإدارات الحكومية والقطاع الخاص والموظف في هذه الإدارات مطلوب منه توظيف قدراته العلمية وخبراته للتعامل مع الأنظمة وتطبيقها على الوجه الصحيح على أن يؤديها في أعلى درجاتها من خلال ممارسة سلوكية مهنية لها لتوفير الوقت والمال والجهد للوطن والمواطن والمقيم بعيداً عن الروتين والمماطلة.. وأهم شيء يجب أن يرسخ في عقلية هؤلاء الموظفين الخلق الرفيع وحسن التعامل مع الآخرين في ذوق جمالي تصحبه الابتسامة والبشاشة لأنهم يتعاملون مع فئات مختلفة في ثقافاتها وتعاملاتها لأنهم ليسوا على وتيرة واحدة في حسن التربية والتعامل، وفئة كبيرة من الموظفين في بعض الإدارات الحكومية تنقصهم التوعية في التعامل مع هذه الفئة وأصبحوا تحت تأثير ضغوط الحياة ونسيان الكثير من مخزونهم العلمي والأخلاقي الذي درسوه في حياتهم الدراسية فلهذا لابد من المسؤولين في بعض الإدارات الحكومية مثل معهد الإدارة العامة، وزارة الخدمة المدنية، ووزارة التخطيط والاقتصاد ووزارة الشؤون الإسلامية في التنسيق فيما بينها من خلال عمل محاضرات داخل هذه الدوائر وبشكل أسبوعي على أن تكون إجبارية الحضور، بحيث يتوقف الموظفون والمراجعون قليلاً من الوقت للاستماع إلى المحاضر المكلف بهذه المحاضرة، فهذا يقدم حاضرة عن مستوى الأداء وتبسيط الإجراءات وآخر عن الأمانة والإخلاص في العمل والمحافظة على مكتسبات الأمة ومحاضر آخر أيضاً يتكلم عن حسن التخاطب والذوق الرفيع الذي يجب أن يتحلى به الجميع وبهذه الطريقة نكون استطعنا من ترسيخ التوعية بين الجميع، فالموظف والمراجع في حاجة ماسة إلى من يذكره بذلك لأنهم بشر يخطئون ويصيبون، فديننا الإسلامي الحنيف أعطى هذا الجانب التوعوي جل اهتمامه، كما قال الله سبحانه وتعالى {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}.. وهذه التذكرة ليست مرتبطة بالجانب الروحي فقط ولكن هي تصب في منظومة الحياة الاجتماعية والاقتصادية وكل ما يرتبط بمصلحة الأمة لأن الاستخلاف الذي أراده الله لعباده لا يتم إلا بتسخير واستثمار كل الطاقات عند الإنسان التي توفر له المناخ لأداء العبادة على الوجه الصحيح، فالإنسان في حاجة إلى التعليم والصحة والأمن والتكافل الاجتماعي والتراحم والترابط والبذل والعطاء ونكران الذات والعمل بجد وإخلاص.
مكتب التربية العربي لدول الخليج