نحمد الله أن منَّ علينا بنعم كثيرة لا تحصى، وإن من أجلِّها نعمة الإسلام، ثم توفيق الله لهذه البلاد المملكة العربية السعودية - حرسها الله - بولاة أمر يحكمون شرع الله الذي به يستتب الأمن ويحصل الاستقرار ورغد العيش، ومن ذلك تطبيق شعيرة الحسبة التي هي من أهم قواعد الحكم والأمن العقدي والأخلاقي والفكري، فكونوا لها - حفظهم الله - جهازاً مستقلاً يقوم على حفظ ضرورات المجتمع الخمس: الدين، العرض، النفس، العقل، المال، بالتعاون مع الجهات الأمنية المختصة. يختار ولي الأمر - حفظه الله - لرئاسته من علماء الشريعة الأفاضل المشهود لهم بالعلم والخير والحنكة والفضل. وقد تعاقب عليه ثلة من هؤلاء العلماء الأفذاذ، وقد أدوا الأمانة ونصحوا للراعي والرعية - غفر الله لميتهم وحفظ الأحياء منهم ومد في حياتهم على طاعته ومرضاته والعمل الصالح. فكان آخر من سلم الأمانة خير سلف معالي الشيخ إبراهيم بن عبدالله الغيث - حفظه الله - الذي خدم في هذا الجهاز أكثر من أربعين عاماً، كلها كانت حافلة بالعطاء والإخلاص وحسن التعامل مع الجميع. قد وهب الله معاليه العلم والتواضع والزهد ودماثة الخلق والحلم والصبر والنصح لولاة الأمر والاجتهاد في العمل وحب الخير والمساعدة. ولا نزكي على الله أحداً. وقد شهدت الرئاسة في وقته - أثابه الله- تطوراً ملموساً في الكم والكيف، بدعم من لدن ولاة الأمر - حفظهم الله - ندعو الله لمعاليه بطول العمر على طاعته ومرضاته وأن يستمر عمله في العلم والتعليم والنصح والتوجيه.
ولقد تسلم رئاسة هذا الجهاز المبارك خير خلف - إن شاء الله تعالى، فقد وفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - في حسن اختيار معالي الشيخ عبدالعزيز بن حميّن الحميّن. فمعاليه مشهود له من المجتمع، ومن البعيد قبل القريب، خاصة في الأماكن التي عمل فيها، فقد عمل رئيساً لمحكمة محافظة العلا، ثم رئيساً لمحكمة محافظة الرس، فكان له بصمات طيبة مشهودة مذكورة مشكورة في تلك المحافظتين، ثم عمل معاليه مستشاراً في الديوان الملكي، فرئيساً عاماً للهيئة، وقد أشرف على كثير من الأعمال الخيرية، فأحبه الجميع، لحرصه على الخير وخدمة الآخرين وتواضعه ومكارم أخلاقه وعلمه وورعه. ولا نزكي على الله أحداً. نسأل الله له التوفيق والعون والتسديد في عمله بالهيئة، وأن يكتب على يديه تطوير هذا الجهاز المبارك وعزه وتقدمه إلى الأفضل، وأن يحقق احتياجاته ومتطلباته البشرية والفنية والمالية، بتوجيه ودعم وتأييد من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهم الله وأعز بهم الإسلام والمسلمين - وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
*سكرتير الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.