Al Jazirah NewsPaper Friday  20/02/2009 G Issue 13294
الجمعة 25 صفر 1430   العدد  13294
العش الوردي
اهتمامه وثقتها!

 

يعد الاهتمام والثقة من أسرار الحياة الزوجية السعيدة اللذين يستوجبان على الزوجين فهمهما جيدا وإدراك دورهما الهام في تعاملهما مع بعضهما؛ فعندما يصبح الرجل أكثر اهتماما فإنه يساعد زوجته على أن تصبح أكثر ثقة وعندما تصبح المرأة أكثر ثقة وائتمانا فإنها تساعده على أن يصبح أكثر اهتماما ومراعاة، وفي أوقات عديدة يكون لدى الزوج الرغبة في أن يساعدها بل ويخدمها فوق ما تتصور إلا أنه عندما تكون ردود أفعالها تبدي عدم جدارته بثقتها أو عندما تبدي استخفافها بمصداقيته فإنه عندئذ يتوقف تلقائيا عن الاهتمام بها وبالتالي تهتز نظرتها له لأنه يبدو مهملا لها تماما.

فأحيانا قد يبدو للرجل أنه متعب جدا، لدرجة أنه لا يستطيع أن يهتم أو يستجيب لاحتياجات الآخرين، ومع ذلك فإن هذا لمن لا يعلم يعتبر مثل الوهم، فهو في الحقيقة ليس تعبا جدا ولكن ليس لديه الاهتمام بامتلاك طاقة تنبع من الاهتمام، فالإنسان عندما يبدأ في الاهتمام بشكل أكثر فإنه حينئذ يكتشف بداخله مصادر جديدة من الطاقة والحيوية التي تدفعه لفعل أي شيء.

أما عندما لا يكون مهتما فإنه سرعان ما يصبح منهك القوى ولا دافع لديه للاهتمام وهذا ما يحدث في علاقة الزوجين، فإذا لم يشعر الزوج أنه موضع ثقة من زوجته فستتلاشى طاقته وتقل عزيمته فربما ذهب إلى العمل وهو في حالة نشطة حيث يوثق في قدراته ويعتمد عليه، لكن عندما يرجع إلى المنزل يجد نفسه يقابل بالعكس.

إذا نظرت الزوجة إلى الرجل كبطل فإن هذه النظرة تشحذ همته أما إذا نظرت بعدم ثقة أو أنه قد سبب لها عدة مشاكل فإنه سيتراجع عن الاهتمام بها، ولن يجد ما يستحثه على أن يكون معينا.

لذا من المهم أن تدرك الزوجات ضرورة الثقة بأزواجهن والبعد التام عن الاتهام وضرورة عدم السعي إلى تكوين أفكار خاطئة عنهم أو الوصول إلى استنتاجات حكمية التي تخلق فجوات أكبر وأعمق. ولعله من أهم الأسباب التي تجعل الرجل أكثر اهتماما ومراعاة لشعور المرأة في بداية الزواج هو نظرتها إليه بثقة وإجلال وإعجاب أكبر خلال تلك الفترة أي أن ثقتها فيه تعطيه القوة لأن يصبح أكثر اهتماما بها، فهي تجذب هذا الاهتمام منه كما أنه بإمكانها أن تثق فيه في البداية, لأنها لم تجد منه بعد ما يخيب أملها فيه، وإن حدثت مشكلة أو تبادر منه خطأ وكلنا بشر نخطئ فإن لم تستدرك الأمر فثقتها ستضعف وبالتالي اهتمامه بها سيتلاشى.

في حين أنه ليس من السهل بالنسبة للرجل أن يصبح أكثر اهتماما بدون أن يجد من يصبر عليه ويثق به وهذا ما تشكله الطبيعة الأولية للمرأة وهي قدرتها على الاهتمام. ومن هنا كان الاهتمام والثقة جزءان لا ينفصلان في الحياة الزوجية الناجحة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد