الجزيرة - عبد الرحمن السريع
أسلوب جديد اتبعه الجناة في هذه القضية.. لم يلجؤوا للعنف أو القوة والإكراه.. أو السرقة تحت جنح الظلام أو التستر في سواد الليل البهيم.. تفكيرهم هذه المرة دلّهم إلى طريق آخر للاستيلاء على المال.. وأخذه بغير طريقه الشرعي والقانوني.. فاجتمع أفراد العصابة المكونة من مواطنين سعوديين جميعهم في أواسط العمر من 35 - 45 سنة.. وتوصلوا لطريق الاحتيال.. بعد التعرف على العملاء المميزين في بعض البنوك والتقدم لهم بطريقة دبلوماسية يلفها الكثير من الأدب والاحترام ويقدمون أنفسهم أنهم شركة استثمارية حصلت على العديد من المناقصات وتنفيذ العديد من المشاريع الكبرى داخل المملكة.. وترغب في الحصول على سيولة مالية عاجلة لتدبير أمورها.. وتطلب من العميل إصدار شيكات مصدقة بمبالغ معينة تُعاد له بعد فترة وجيزة (شهرين أو ثلاثة على الأكثر) نظير الحصول على نسبة أرباح مقدمة ويحصل في مقابل إصداره للشيكات المصدقة على أوراق ثبوتية وسندات رسمية موثقة من جهات حكومية رسمية - ثبت مؤخراً أنها مزورة -.. أحد من تعرض لهذه العمليات ساوره الشك والريبة في مصداقية هؤلاء الأشخاص.. ودفعه حسه الأمني للإبلاغ عنهم.. فأبلغ البنك الذي يتعامل معه بذلك.. الذي بادر بدوره بإبلاغ شعبة التحريات والبحث الجنائي بشرطة الرياض.. حيث بدأ على الفور بتحرياته الميدانية عن هؤلاء الأشخاص وشرع في تقصي حقيقتهم.. إلى أن توصل إلى كشف حيلتهم وثبت لدى المختصين أن هؤلاء الأشخاص ما هم إلا محتالون نصبوا شراك احتيالهم مستهدفين العملاء المميزين في البنوك لأكل أموالهم بالباطل.. وأُعدت خطة للإطاحة بهم والقبض عليهم.. وضبطت بحوزتهم الوثائق والسندات المزورة التي كانوا يقدمونها لمن يرغبون في النصب عليهم والتي ثبت أنها مزورة.. التحقيق مع طاقم هذه العصابة لا يزال مستمراً للوقوف على جميع الجرائم التي يشتبه في تورطهم في ارتكابها.