بدأت الصحافة في هذا الجزء الغالي من بلادنا المنطقة الشرقية في وقت مبكر مع نهضة هذه البلاد وصدر عدد من المطبوعات مثل الخليج العربي وأخبار الظهران والشعاع وغيرها مما لا تحضرني أسماؤها الآن. المهم الآن أننا نعيش عصر الإعلام المتعدد الوسائط ولابد من دخول هذه المنطقة الشاسعة المساحة في هذا الميدان الإعلامي لتساهم في إصلاح ما يهم سكان الشرقية بكل أقاليمها من أمور الحياة المختلفة من مشاريع ووسائل نهضة حضارية جديدة زيادة على ما تزخر به من مشروعات رعتها الدولة ممثلة في جميع القطاعات، وبلاشك يرعاها أميرها الشاب الطموح سمو الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز ومعاونوه الذين يبذلون قصارى جهدهم للرفع من مستوى البرامج الإنسانية والثقافية للفرد والمجتمع. ولعلنا ندرك اليوم أن من أهم وسائل الارتقاء بأي مجتمع والرفع من منطلقاته الحضارية هو الإعلام بكل أشكاله وألوانه ويبقى من أهم تلك الأطراف هو الإعلام المقروء، بالإضافة إلى المرئي والمسموع ومادام أن الإعلام المقروء هو المتاح فلماذا تأخرت الشرقية في هذا المجال إذا استثنينا جريدة اليوم المتوثبة صحفياً المتينة في تأسيسها وثباتها الاقتصادي ومجلة الشرق لكن تضل المنطقة في حاجة إلى المزيد من الصحف والمجلات المتخصصة والعامة، ولعل الأحساء كمدينة مزدهرة كبيرة يلتف حولها عقد من القرى والنجوع هي في أمس الحاجة إلى دار صحفية كبرى تصدر كل أنواع الطيف الصحفي الاقتصادي والاجتماعي وغيره، وقد كنت والزملاء فيما سبق في المجال الثقافي على وشك إصدار مجلة من الأحساء تعنى بالتراث والثقافة باسم مجلة (هجر) وفي هذه السنة نسمع عن طلب لمجموعة من أهالي هذه المحافظة وسعيهم لإصدار صحيفة الأحساء اليومية أسوة بكثير من مناطق المملكة، وسمعنا أن هناك عددا من رجال الأعمال في محافظة الأحساء سيدعمون هذا المشروع الحضاري المهم وإذا كان كذلك فهم ولله الحمد على مستوى كبير من الوعي والاقتدار العلمي والمالي.
وقد ورد فيما سمعنا أسماء بعض البيوتات المعروفة من المنطقة والمملكة أمثال الراشد والعفالق وآل عبدالقادر والحماد والمبارك وغيرهم وهي بلاشك أسماء تجمع بين الثقافة والمال وهي قادرة على تحقيق هذا المشروع ليضاهي أمثاله في مناطق المملكة الجنوبية والغربية والوسطى وعلى الجميع التوكل على الله والإقدام على ذلك وسوف يكون النجاح حليف هذا المشروع؛ نظراً لكبر مساحة المملكة وازدهارها الاقتصادي والاجتماعي وكذلك امتداد المنطقة الشرقية التي سوف تغطيها مثل هذه الإصدارات الجديدة وكلنا نعرف أن المنطقة تمتد من حدود الكويت حتى أطراف الربع الخالي لعله ما يزيد على سبعمائة كيلو ولاننسى أن المملكة الآن يقترب عدد السكان فيها من العشرين مليون نسمة، ثم أيضاً لا يكون هناك إلى جانب إصدار الدمام والأحساء إصدار آخر من الخبر وذلك لخلق منافسة تحفز الجميع على النجاح؟!