Al Jazirah NewsPaper Friday  20/02/2009 G Issue 13294
الجمعة 25 صفر 1430   العدد  13294
الإخوة في الصومال والقتال غير المبرر
د محمد بن يحيى بن حسن النجيمي

 

انتخب البرلمان الصومالي مساء الجمعة الماضية الموافق 4-2- 1430هـ الشيخ شيخ شريف شيخ أحمد رئيسا لجمهورية الصومال الديمقراطية الشقيقة بأغلبية 292 صوتا في الجولة الثانية وحصل منافسه مصلح محمد سياد بري على 128 صوتا من مجموعة أعضاء البرلمان الحاضرين وهم 420 شخصا وغاب عن الجلسة 130 عضوا نتيجة سقوط مدينة بيداوا بيد حركة شباب المجاهدين واختفاء النواب المساندين للنظام المخلوع السابق برئاسة عبدالله يوسف أحمد الذي كان يعتمد اعتمادا كاملا على قوات الاحتلال الاثيوبي، وشيخ شريف هو الرئيس السابق لاتحاد المحاكم الإسلامية التي تم إزاحتها عن الحكم نهاية 2006 من خلال غزو اثيوبي غاشم للتراب الصومالي وبدعم أمريكي جوي كبير وقد انقسم أعضاء المحاكم إلى فئتين: فئة تتخذ من أسمرة مقرا لها برئاسة الشيخ حسن طاهر قولس وتزعم جناح إعادة تحرير الصومال فرع اسمرة.

الفئة الثانية اتخذت من جيبوتي مقرا لها وتزعمها شيخ شريف شيخ حمد وقد أجرى مباحثات مع الأمريكيين الاثيوبيين بحضور دول إيجاد ثم بموجب هذا اللقاء صياغة اتفاقية تقضي بانسحاب قوات الاحتلال الاثيوبي من الصومال بنهاية عام 2008م وفعلا تم الانسحاب وسقط نظام بيدوا الهش واستقال زعيمه عبدالله يوسف أحمد ثم انتخب شيخ شريف شيخ احمد رئيسا لجمهورية الصومال الديمقراطية بعد زيادة أعضاء البرلمان من 275 إلى 550 عضوا، وما يؤسف له أن جناح اسمرة برئاسة الشيخ حسن طاهر قويس وحركة شباب المجاهدين والقوى المساندة لهما قد رفضت اتفاق جيبوتي ورفضت الاعتراف بسلطة شيخ شريف شيخ احمد مدعية أنه لا يطبق الشريعة ويحتكم إلى اتفاقية كينيا عام 2004م التي أتت بعبدالله يوسف احمد إلى السلطة ولكن غاب عن هؤلاء اصلحهم الله ان زميلهم الشيخ شريف سوف يسعى إلى حوار معهم يتم بعد ذلك دخولهم في حكومة مؤقتة ثم يتوافق الصوماليون على دستور إسلامي يطرح للاستفتاء وسوف يحظى هذا الدستور بتأييد اغلبية الصوماليين لهذا أرى ان من الواجب عليهم اي المعارضين سرعة اللقاء مع فخامة الرئيس شيخ شريف وحقن دماء الصوماليين وسوف لن يختلفوا كثيرا على الأصول والقواعد العامة التي ناضلوا جميعا من أجلها وهي تحرير الصومال من رجس الاحتلال الاثيوبي الغاشم وتطبيق الشريعة الاسلامية واعادة الأمن والاستقرار إلى الصومال، أما البقاء في اسمرة واطلاق التصريحات فهذا ليس حلا وإنما أخفى بهذا النداء فضيلة الشيخ حسن طاهر قويس الشيخ الفاضل والمجاهد الفاضل وصاحب الفضيلة الدكتور عمر ايمان رئيس المحاكم الاسلامية فرع اسمرة والذي عاد مؤخرا إلى مقديشيو كما اني أوجه ندائي هذا إلى الاخوة في حركة شباب المجاهدين وإلى القوى الأخرى المعارضة وارجو منهم جميعا ان يتقوا الله في دماء الصوماليين وان يسارعوا إلى التحدث مع فخامة الرئيس الفاضل شيخ شريف شيخ احمد حتى تحقق دماء الصوماليين ويبنى الصومال الذي فقد الاستقرار منذ عام 1991م حيث يواجه ملايين الصوماليين الموت جوعا وتداهمهم الأمراض والمدارس مغلقة ومهدمة ولا توجد جامعات ولا طرق معبدة فإلى متى يستمر الخلاف والشقاق يا اخوة الاسلام.

ثم إني أوجه نداء إلى معالي الأستاذ عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية من ان يسارع ببعث مندوب إلى الصومال وجمع الاخوة الصوماليين على مائدة واحدة كما اوجه نداء إلى منظمة المؤتمر الإسلامي ممثلة بامينها العام الأستاذ الدكتور كمال احسان اوغلو للتدخل لدى الاخوة الصوماليين وجمعهم في مكان يتفقون عليه لانهاء هذا النزاع الذي تحول الآن بين الاخوة وابناء الشعب الواحد بعد انسحاب قوات الاحتلال الاثيوبي ومما يجدر التنبيه عليه انه لا يجوز في المستقبل ان تشارك الدول المعنية بالنزاع الصومالي في هذه المباحثات ولا في فترات حفظ السلام مثل الولايات المتحدة واثيوبيا وكينيا واوغندا ورواندا وارتيريا ويجب ان توجه الجامعة العربية إلى القوات الاوغندية والرواندنيين بالانسحاب من مقديشيو لانها تقوم بانتهاكات فاضحة لحقوق الانسان واطلاق النار على المدنيين هذا والله أسأل التوفيق والسداد للجميع.

- عضو مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا والخبير بمجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد