Al Jazirah NewsPaper Friday  20/02/2009 G Issue 13294
الجمعة 25 صفر 1430   العدد  13294
هل التدريس مجرد توقيع حضور وانصراف يا معلمات..؟!
غادة بنت عبدالعزيز

 

من المحزن أن يعيش الإنسان في مجتمع يسوده التدين وأفراده مقصرون في أبسط الواجبات الوظيفية، وعمله من أعظم العبادات..!!

فأنا معلمة أقضي نصف يومي في أداء واجبي الوظيفي من ساعات الفجر حتى ما قبل دخول العصر، وأنا أجاهد باسم معلمة.. لم يعد التعليم في وقتي هذا وأنا معلمة كسابق عهدي وأنا طالبة؛ اختلف أداء المعلمة وواجباتها الملزمة بتنفيذها تجاه المادة والتلميذة المتلقية لهذه المادة.. توقف الشرح في المادة واقتصر صوت المعلمة فقط في الصراخ على سلوك الطالبة وتوبيخها أمام الطالبات في الفصل وفي ساحات المدرسة أمام المعلمات، وكأن هذا الصراخ هو الشرح العلمي الواجب على المعلمة تطبيقه لتلميذاتها..!!

في مدرستي - وهي إحدى مدارس (تحفيظ القرآن الكريم) - أعيش أغرب المواقف مع زميلات المهنة، وهن ملتزمات دينياً للأسف الشديد، وكأن الدين بعيد كل البُعد عن واجباتها كمعلمة أمام الخالق سبحانه ومن ثم ولي الأمر.. أصبح من النادر مشاهدة معلمة واقفة أثناء الشرح..!! فالوقوف من واجبات المعلمة أثناء الشرح إلا مَنْ كانت تعاني من مرض أو عذر طبي، ومع هذا تُقلب المعلمة الكتاب وهي جالسة أمام التلميذات كما تقلب مجلة فنية أو جريدة يومية، وكأن هذا الدرس خبر جديد وليس مادة تعلمتها أربع سنوات ومن شهادتها رُشحت لتكون معلمة، وإن طالت مدة تصفح الكتاب فهي لا تتجاوز نصف مدة الحصة..!!

يتوقف الشرح والوسيلة التعليمية طوال العام إلا في يوم أو يومين من السنة؛ فالضمير في غفلة وسبات عن أبسط الواجبات، ولا يستيقظ إلا بحضور مشرفة المادة أو مديرة المدرسة لهذه الحصة.. وكان المعلمة تقول للتلميذات هؤلاء هم من يحاسبونني فالله لا يراني ولا يحاسبني..!!!

لم يعد للمادة أي قيمة علمية لدى الطالبات في نهاية الفصل الدراسي، لا تهتم الطالبة بفهم المادة ولا بالمراجعة بل التفكير في الملخصات ونماذج أسئلة تحفظ وتكون نسخة من الاختبار؛ لذلك لا ألوم التلميذات إذا قللن من الاهتمام بالمادة والمعلمة..

المظهر الحسن يبعث الارتياح للنفس ووسيلة جذب من المعلمة للتلميذات؛ فمظهر المعلمة من الاهتمام بالشعر والملبس ووضع مساحيق التجميل وأقلها (الكحل + الروج) دافع لتقبُّل التلميذة للمادة وخاصة النظافة؛ فالعين تعشق كل جميل، لكن للأسف الشديد قَلّ الاهتمام بالمظهر، وعدم النظافة سمة من سمات أغلب المعلمات..!!

ما كتبت لا ينطبق على جميع المعلمات، بل فئة معينة اعتبرت التدريس مجرد دفتر حضور وانصراف، ومع نهاية الشهر نزول الراتب على هذا الحضور دون محاسبة النفس على التقصير..!! والله من وراء القصد.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد