الإعلام المقروء يكون (جسرا) للتوضيح وإبداء الآراء، قد تكون الحقيقة (مرة) ولكن ليست بظالمة، فالحوار والنقاش حول مسألة ما خصوصاً إذا كان متعلقا بحياة المجتمع من أفراد وأسرة.

تتفاقم هذه المسألة مع مرور الوقت، وليس من صالح الحراك الثقافي والمشهد التعليمي والتقدم ان يكون هناك صراط متبع من كل فرد نحو توثيق وعمل جهد للارتقاء بالنظرية حول اسم المقال!

عدم وجود المسلمات والقوانين المتبعة، وعدم وجود نظام تشريعي وقوة جبرية (تُلزمنا) كثيراً لتمشي مع هذه المصطلحة (الفكرية) المبنية والمتأسسة من قبل إرث اجتماعي زرعه من قبلنا ووثقوه لكي يكون (ظلا ظليلا) مع حياتك.

إن المشهد نراه في تزايد بل حتى على (الأبناء) اصبح موجودا فكرياً، ومن المؤسف أن نجد تلك النعرات والعنصريات موجودة من أبنائنا حتى في العالم الخارجي (ناقلين هذا التوجه والفكر) حتى في دراستهم الخارجية في الدول الأوروبية والآسيوية، فنجد أن هناك أحزابا متفرقة (كل شخص مع قريب أو منتم لنفس القبيلة) أو المنطقة، ولا يريد أن يختلط بالآخر وهم من جنسية واحدة وبلد واحد!

هذا التصور والتشكيل الفكري أتى منذ زمن بعيد ولكن وجد من (يؤجج) هذا التوجه من وجود إعلامي مرئي عبر القنوات ما نشاهد من (تبني) هذا الفكر ورسمه على المشاهد لكي (يتم تهييج) من ينتمي لطائفة أو قبيلة أو منطقة معينة، لك الحق أن تفتخر بقبيلتك أو منطقتك أو (مدينتك) وهو حق مشروع لكل شخص، ولكن ما نراه في الآونة الأخيرة أصبح معادلة من طرف واحد، والمشهد موجود، ولعل الانتقال لمنطقة معينة داخل المملكة يأتي التذمر من صاحب الشأن بعدم الرغبة الأكيدة بالذهاب لتلك المنطقة (للأسباب) الداخلية من عدم وجود حس وطني وطغيان العنصرية أدت إلى الابتعاد والانعزال عن المناطق الأخرى، ان حكومتنا الرشيدة تعامل المواطن كمواطن (ينتمي) للبلاد وليس كمواطن له البعد القبيلي أو الطائفي، مملكة اعتادت منذ التأسيس على يد المغفور له الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - اعتادت ولا زالت البحث عما يرضي المواطن وتسهيل التنقلات وتجسيد الثقافات الفكرية بفكر واحد وهو أنت وغيرك تمثلون المملكة ولا تمثلون قبيلة أو طائفة معينة (خصوصاً في الوظيفة والابتعاث وغيره).

العالم الخارجي بوجود الصناعات والتكنولوجيا المتقدمة، ووجود الحضارات والقيم لا نرى مثل ما نراه في بلادنا من عنصرية (مميتة) أدت إلى الشحن والتأثير حتى على المستوى الوظيفي والتعليمي.

الشريعة الإسلامية وهي النعمة الحقيقية لم نجد في قاموسها العظيم أي نقطة (مؤيدة) لهذا التوجه، فنحن والآخر في مملكتنا الغالية أخوة في الإسلام قبل أن نكون تحت مظلة (حكم ومملكة واحدة)، انتقل هذا التوجه (الفكري) من عنصرية وغيره حتى في العمل الحكومي بين الموظفين، انتقل حتى بعدم الانتماء للحس الوطني، أصبح فقط انتماء عنصريا، ويؤسف أن نشاهد تلك التوجهات ممن حملوا الشهادات العليا وواصلوا تعليمهم وموجودون بمناصب رفيعة ولكن....!!

حتى الذهاب للمراجعة للدوائر الحكومية الاستقبال من قبل بعض الموظفين عندما يعرف بأنك من منطقة فلانية أو غيره، يختلف كثيراً! وهي حقيقة موجودة حتى الآن.

الاحترام للنظام قبل كل شيء هو ما يجب عمله ولكن عند الوجود بنقطة تفتيش (كعمل أمني) نجد أن هناك من يتذمر كثيراً والسبب معروف هو (تحقير) الرجل المختص عند طلبه الرخصة أو الاستمارة للمركبة!

أصبحنا جزءا لا يتجزأ من العالم وأصبح المواطن يمثل البلاد في المحافل الخارجية من مؤتمرات وندوات وغيرها من التواصل الثقافي العلمي مع العالم، المسألة مسألة أب بكيفية التواصل مع الأبناء وتوضيح الرؤية الحقيقية للأجيال القادمة، فهي لا تحتاج سوى تثقيف المبادئ والقيم، والابتعاد عن غرس ما لا يفيد الابن، ثمة أشياء نراها في حياتنا اليومية في الشارع الاجتماعي توحي كثيراً بوجود هذا التوجه وقد اشتعلت في الآونة الأخيرة والسبب وجود فكر (قاصر) لا يرى سوى نفسه فقط!

نحن مجتمع نحتاج الى الكثير لكي نصحو من سبات النوم (الفكري) الذي لا يوجد به من المنافع أي شيء.. والله المستعان.