إنه ما من إنسان إلا وهو يبحث عن السعادة في جميع جوانب حياته، ومن أهم تلك الجوانب، الجانب الوظيفي حيث يقضي الموظف فيه خلاصة يومه، ويصرف فيه أكبر جهده، ولذا فإن السعادة الوظيفية شعور جميل لا يمكن وصفه، يدفع للإبداع الوظيفي والنجاح العملي. مما يساعد على القيام بالمسؤولية خير قيام فيمتلئ القلب سروراً والصدر انشراحاً، وتلك هي السعادة التي تزداد مع تفاني الموظف في خدمة الآخرين وقضاء حوائجهم، ويكون ذلك أبلغ فيمن لا تربطه به علاقة صداقة ولا قرابة وإنما يبتغي بذلك وجه الله، ويسعى لعونه ورضاه، مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه). (ومن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربة من يوم القيامة) فهي سعادة في الدنيا والآخرة، وبها يكون الفرح والغبطة لا بالمال والجاه فهي زائلة، ولن يسعدنا مثل أعمال الخير لأنفسنا ومجتمعنا. فتلك السعادة لا تقتصر على الموظف فقط بل تتجاوزه إلى كل من قام بشؤونهم وفرج كروبهم، فإذا ما كانت تلك الصفة وهي التفاني في إنجاز المسؤوليات وخدمة المراجعين وحسن التعامل معهم شائعة بين الموظفين فعندها ستكون نتيجتها وصول الحقوق والتراحم بين المجتمع والمحبة والإخاء وقبل ذلك كله رضا الله وهي الغاية التي ننشدها جميعا. فما أجمل عمل الموظف الذي يعمل بكل طاقته ويسعى لخدمة مجتمعه حسب إمكاناته المتاحة، فهو أجدر من غيره بالسعادة والتوفيق.
- المستشار والمشرف العام على مكتب وزير الخدمة المدنية