لم يكن مستغرباً أن يكون المدرب الوطني ناصر الجوهر ضحية تواضع مستوى المنتخب وتردي نتائجه، خلال مشواره في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم، فنحن اعتدنا أن يكون المدرب هو الخيار الأسهل لتحميله أي إخفاق، فقرار إقالة مدرب أسهل بكثير من التعرض للعناصر الأخرى ذات العلاقة في الفريق!
** الوطني القدير ناصر الجوهر لم يكن أفضل المدربين، وبالتأكيد إنه لم يكن أسوأهم، فالتاريخ يسجل له تحقيق العديد من النتائج الإيجابية والإنجازات للأخضر، وهي إنجازات تفوق ما حققه الكثير من المدربين، ومنهم من يحملون لقب (العالمي)، بل إنه في مناسبات عدّة كان المدرب المنقذ للأخضر بعد تعثّره مع مدربين أجانب.
** وإذا كان الكثيرون يرون أنّ الجوهر يتحمّل جزءاً من مسؤولية إخفاق المنتخب في مشواره الأخير، فإنّ الكثيرين أيضاً يرون أنّ الإعلام الرياضي، وتحديداً بعض الأقلام المتعصّبة، تتحمّل الجزء الأكبر مما حدث للمنتخب، فما تعرّض له الجوهر من هذه الأقلام (المتلوّنة بلون شعارات أندية أصحابها) تجاوز حدود النقد إلى الهجوم الشخصي والتشكيك في القدرات، مما أدى إلى اهتزاز الثقة بين المدرب واللاعبين، وتسبب أيضاً في تشتيت ذهن المدرب الذي انشغل في الرد على الإعلاميين أكثر من انشغاله بإعداد الفريق، وقد يكون لصمت اتحاد الكرة وعدم وقوفه أمام هذه الحملات دور في تماديها وفي انشغال المدرب عن مهمته الأساسية.
** قبل نهائي كأس أندية التعاون تعرّض المدرب لحملة تشكيك من الأهلاويين بحجة مجاملته للنصر على حساب الأهلي، بحجة أنّ تشكيلة المنتخب لم تضم سوى لاعب نصراوي واحد، وهو احتياطي حارس المرمى (كميل الوباري) مقابل ضم خمسة لاعبين أهلاويين، وفسّر الأهلاويون ذلك برغبة الجوهر في تسهيل مهمّة النصر للفوز باللقب على حساب منافسه الأهلي، وتجاهل هؤلاء عن (عمد) أنّ النصر لم يقدم للأخضر أكثر من لاعب أو اثنين على مدى السنوات الخمس الأخيرة.
** وقبل دورة الخليج تعرّض الجوهر لحملة أشد من أقلام اتحادية تطالبه بضم (نور) للمنتخب، رغم أنّ هؤلاء يدركون أنّ أسباب إبعاد اللاعب لم تكن فنية، وبالتالي لم تكن بسبب الجوهر، ولكنهم - أصحاب هذه الأقلام - وجدوا في الجوهر الوسيلة لتحقيق رغباتهم، وبعد ضم نور تحدثوا عن أهمية إشراكه أساسياً ثم انتقل الحديث عن أحقيته في ارتداء إشارة القيادة، في الوقت الذي لم يجد فيه الجوهر أي حماية من اتحاد الكرة الذي تركه يواجه الحملات الإعلامية وحيداً، الأمر الذي أفقده التركيز في عمله الأساسي، فجاءت النتائج مخيبة لآمالنا.
** أمام ما سبق هل يستحق الجوهر أن يتحمّل مسؤولية ما حدث للأخضر وحيداً؟ وهل استبداله بمدرب آخر - حتى ولو كان عالمياً - كافٍ لإنقاذ المنتخب؟
الإجابة التي لا يختلف عليها الكثيرون تؤكد أننا جميعاً نتحمّل ما حدث للأخضر، بدءاً من اتحاد الكرة ولجنة المنتخبات (تحديداً) والإعلام الرياضي، الجميع يشاركه المسؤولية، وما لم نعترف بذلك ونراجع أخطاءنا ونقوم بتصحيحها، فالوضع قد يسير لما هو أسوأ.
** بعيداً عن مشوار التأهل لكأس العالم، يجب أن نعترف أيضاً أنّ هناك أسباباً جوهرية أسهمت في تراجع كرتنا كثيراً، وإن لم يعترف البعض بذلك، ولكنها الحقيقة، ولعل من أهمها سوء برمجة مسابقاتنا المحلية وتعدّدها، وسط مشاركات مكثفة للمنتخب، الأمر الذي أدى إلى تشتيت ذهن اللاعب وعدم تركيزه، فأنديتنا تلعب بفرقها الأولى أربع مسابقات وسط برمجة سيئة تؤدي للتداخل فيما بينها، يضاف إلى ذلك مشاركات المنتخب المكثفة دون تقنين، حيث يشارك في جميع البطولات، إقليمية أو قارية، مما يتسبب في إرهاق اللاعب وملله أيضاً.
هذه الأسباب التي أثرت سلباً على مسابقاتنا المحلية، كان لها تأثير مباشر على أداء المنتخب لا في مشواره الحالي، بل في مشاركاته الأخيرة التي فقدنا من خلالها تربعنا على عرش الكرة الآسيوية.
باختصار
** يحاول الاتحاديون جر الهلاليين إلى مناوشات إعلامية في محاولة لتشتيت تركيزهم مع اقتراب مرحلة الحسم، ولكن أعتقد بأنّ إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد أذكى من أن تمر عليهم اللعبة، وهي الإدارة التي عملت على إعداد فريقها وفق منهجية مدروسة ودعمته باللاعبين المؤثرين.
** تهديد رئيس الوطني محمد القاضي بالاستقالة - التي لم تحدث - في حال تأجيل لقاء فريقه بالهلال هل كانت زلة لسان؟ أم أنه أراد جس نبض محبي ناديه تجاه استمراره رئيساً في ظل تهديد فريقه بالهبوط؟ أم أنّ قبول استئناف النصر وإلغاء العقوبة - الذي يحدث للمرة الأولى - أغراه في محاولة الضغط على اتحاد الكرة؟
الأمر لا يخرج عن أحد الاحتمالات الثلاثة، والدليل على ذلك تراجع القاضي عن الاستقالة واكتفائه بالتحفظ على التعليق عليها فيما بعد!
* وفي برنامج صافرة، يبدو الحكم الدولي عمر المهنا متردداً في تعليقه على بعض اللقطات، رغم أنه يشاهدها أكثر من مرة، ويبدو غريباً في تعليقه على لقطات أخرى، كما حدث في تعليقه على لقطتين من لقاء الهلال والوطني الأولى قوله بعدم أحقية برازيلي الوطني بالطرد بعد ضربة (الكوع) التي وجهها ل(سويدي) الهلال ويلهامسون، والثانية قوله أيضاً باستحقاق روماني الهلال راودي للبطاقة الصفراء بحجة دعسه على قدم لاعب الوطني، رغم أنّ اللقطة أوضحت أنه دعس على الكرة بغية تحريرها من بين أقدام لاعب الوطني.
** يقول الخبير القانوني محمد فودة (إنّ اللاعب السويدي ويلهامسون أكثر لاعب تعرّض للضرب المتعمّد في ملاعبنا). المؤسف أنّ الضرب يتم بشكل واضح وبمباركة من الحكام.
** الحكمان عباس إبراهيم وفهد المرداسي هما الأبرز هذا الموسم والأكثر تأهيلاً لتطوير مستواهما، والأخير نجح بامتياز في قيادة لقاء الأهلي والفتح في ظل إخفاق كبار الحكام.
** محمد بن همام ظهر في قناة الدوري والكأس واثقاً من نفسه أحياناً، ومتردداً في أحيان أخرى، فهو يتحدى منافسه وداعميه مرة، ثم يعود للحديث عن أهمية التركيز على مرشح عربي واحد، والتودّد لمن وقفوا ضده بمراجعة مواقفهم مرة أخرى.
** السباق لتنفيذية الاتحاد الدولي هل يتحوّل إلى لعبة سياسية؟
mohd2100@hotmail.com