برهنت شواهد عديدة سابقة على أن الاستعانة بمدرب أجنبي يدرب فريقاً محلياً ومن أجل أن يكون مدرباً لمنتخبنا الوطني هو عمل لا يجدي ولا يثري كل حاجة المنتخب، ابتداء بماريو زاجالو الذي استعين به من النصر عام 1402ه وانتهاءً ب(باكيتا)، وقت أن كان يدرب الهلال قبل عدة مواسم (عام 1426ه) ولهذا فإن كل من طالب بالروماني كوزمين لكي يدرب المنتخب خلفاً للجوهر، فهو إما جاهل ولا يجيد قراءة التاريخ، أو أنه كان يريد ومن جراء ذلك زعزعة استقرار الهلال (وهذا هو الأقرب)، الأمر الذي يؤكد أن اتحاد الكرة كان منطقياً في تعامله مع حاجة المنتخب عندما راح يتعاقد مع البرتغالي (بسيرو) ومطنشاً الأصوات التي نادت بالاستعانة بمدرب الهلال كوزمين.
** بالمناسبة.. الذين طالبوا ب(كوزمين) ليدرب منتخبنا وزعما منهم بأنه الأنسب له سيكونون - فيما لو تحققت مطالبهم - هم أول من سيجلدونه بسياط النقد وتحت ذريعة الوطنية، وباعتبار أن قناعاته (وهذا أكيد) ستكون مخالفة تماماً لقناعاتهم وميولهم.. ومثلما حدث ذلك وفعلوه في السابق مع باكيتا، ومن قبله أيضاً مع عمر أبو راس.. كما أنه من الواجب أيضاً ألا نلوم عضو الشرف الهلالي الفعال الأمير عبدالله بن مساعد عندما تحدث بكل صراحة وشفافية.. وعلى طريقة (ما يحس بالجمرة إلا واطيها) قائلاً: لو استعانوا بكوزمين لتدريب المنتخب، وكنت وقتها رئيساً للهلال لأعلنت استقالتي، وبحجة أن المبررات التي راح سموه يذكرها دعته إلى هذا القول كانت مبررات منطقية.. ولأنه ليس من المنطق أيضاً وفي النهاية أن يكون الهلال (ضحية) لقرار أثبتت الشواهد أنه لا يثري حاجة المنتخب.. وإن من شأنه أن يضر بمصالح الأندية!!.
** مع العلم.. أن الهلال سبق له وأن تنازل عن ثلاثة مدربين نجحوا معه، ومن خلال أوقات كان هو بأمس الحاجة لاستمرارهم (وهم) الأرجواني عمر أبو راس عام 1408هـ والبرازيلي (كاندينو) عام 1413هـ ومواطنه (باكيتا) قبل أربعة مواسم تقريباً، مقابل مدرب واحد (زوماريو) من فريق الرياض عام 1418هـ وآخر من النصر (زاجالو) عام 1402هـ رغم أن الاستعانة بهذا الأخير لتدريب المنتخب كانت قد حدثت بفعل أسباب (....) كان النصر هو المستفيد الأول منها.
كلام في الصميم
** في قنوات ال(اي،ار،تي) دائماً ما يتباهون بالحقوق الحصرية التي يملكونها.. ويؤكدون أيضاً أنه لا يحق لأحد التعدي عليها، ولكنهم رغم ذلك ظلوا وما زالوا يعرضون (لقطات كروية) للكابتن يوسف الثنيان أخذوها من (شريطه الخاص) الذي أنتجته شركة آرا الدولية، ودون أن يشيروا إلى اسم هذه الشركة.
** الحكم الصاعد مؤهلاته عالية، وربما بات في القريب العاجل نجماً في سماء التحكيم، ولكن بشرط ألا يكون (تفكيره) مثل (تفكير) شقيقه الذي سبقه في هذا المجال، وتعددت سقطاته التحكيمية بفعل تواضع إمكانياته، وأفكار من يجالسونه في الاستراحة.
** أثار استغرابي.. تأكيد بعض الأهلاويين على أن (إرهاق) اللاعبين الدوليين وتأخر موعد وصولهم إلى الأحساء كان سبباً من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى خسارة فريقهم من أمام فريق الفتح وخروجه من مسابقة كأس سمو لي العهد.. هذا التأكيد (أثار استغرابي) لأنه ليس من المنطق أن يتحجج به هؤلاء الأهلاويين وإدارة ناديهم هي التي رفضت تأجيل موعد المباراة.
** البطولات الكروية القصيرة.. يلعب (الحظ.. والحماس) دوراً كبيراً في تحديد هوية أبطالها، مما يؤكد أن حصول أي فريق على هذا النوع من البطولات هو لا يعد مقياساً للتفوق.. أو تأكيداً على قوة هذا الفريق أو ذاك، ولنا في الكثير من الشواهد السابقة خير برهان ودليل على منطقية ذلك.
** فريق السويق العماني الذي كان يلعب له (حسن ربيع) تعاقد مع كابتن منتخب اليمن (علي النونو) لتعويض غياب حسن (معم العلم) أن قيمة عقد ربيع مع النصر تبلغ (750) ألف ريال شهرياً، و(25) ألف ريال في اليوم، في حين أن عقد النونو مع السويق يبلغ (3) آلاف دولار شهرياً، (بصراحة) إخواننا العمانيون لعبوها صح!.
** راهن (منصور البلوي) ذات يوم على نجومية (حمد أبو ربع) فكان الفشل مصير هذا اللعب، وقبل أيام كرر البلوي أيضاً رهانه على (نايف هزازي) ومن خلال التأكيد على أنه سيصبح أفضل (رأس حربة سعودي) فهل يكون مصير (الهزازي) هو ذات مصير (أبو ربع) أم يحدث العكس؟ دعونا ننتظر!.
من أوراق التاريخ
** قبل موعد نهائي كأس الملك موسم 1409هـ الذي جمع الهلال والنصر كانت الكثير من الترشيحات ترجح كفة النصر، باعتبار أنه (بطل دوري) ذات الموسم، ولأنه أيضاً الأكثر استقرار من الناحية الفنية بمدربه القدير جويل سانتانا، إلى درجة أن الإدارة النصراوية آنذاك راحت تجلب معها إلى ملعب المباراة (درع الدوري)، لكي يحتفل النصراويون بالبطولتين معاً (الدوري.. والكأس) بعد النهائي الكبير.. واعتقاداً منها بأن فريقها سينتصر على الهلال في هذا النهائي الذي شرفه ورعاه الملك عبدالله عندما كان ولياً للعهد.
** لكن الذي فات على الإخوة في نادي النصر أن الهلال كان هو الآخر يعج بالنجوم الذين يجيدون لغة التحدي، وأن لديه مدرباً قديراً هو كاندينو.. وأنه يملك أيضاً رئيساً بدرجة (دكتور نفساني) هو الرجل القيادي سمو الأمير عبدالله بن سعد -يرحمه الله - ولهذا كانت خسارة نصراوية مدوية، بل ونزلت كالصاعقة على النصراويين ومن جراء فوز الهلال بثلاثة أهداف نظيفة جاءت عن طريق حسين الحبشي وعبدالرحمن التخيفي (الشوط الأول) وحسين البيشي في الشوط الثاني، وعلى أثر ذلك تلاشت الأحلام النصراوية الرامية إلى الاحتفال بالبطولتين.
** مع العلم.. أن مشوار الهلال في مسابقة كأس الملك آنذاك كان قد بدأ (في حائل) أمام الطائي وكسبه بهدف صالح النعيمة، ومن ثم الشباب وفاز عليه بنتيجة (2-1) جاءت عن طريق سعد مبارك وحسين الحبشي (ضربة جزاء) وسعيد العويران للشباب.. وفي (دور الأربعة) تجاوز عقبة القادسية (في الرياض) بهدف يوسف جازع.
** في حين كان مشوار النصر قد بدأ بالاتحاد (في جدة) وكسبه بهدفي ماجد عبدالله (أحدهما بواسطة ضربة جزاء)، ومن ثم واجه فريق هجر (في الأحساء) وفاز عليه بنتيجة (3-0) سجلها كل من ماجد عبدالله (هدفين) وفهد المسعود (هدفاً)، وعلى الأهلي (في دور الأربعة) في جدة وكسبه بنتيجة (3-1) بعد أشواط إضافية، وبعد أن كان الشوطان الأصليان قد انتهيا بنتيجة (1-1)، وقد سجل الأهداف ماجد عبدالله وتعادل حسام أبو داود للأهلي، وفهد الهريفي في الشوط الإضافي الأول، ومحيسن الجمعان في الشوط الثاني.
خواطر... خواطر
** يقول أحدهم أن (معزبهم) هو الوحيد الذي يدعم صحافة ناديه، وهذا صحيح وباعتبار أن هذا المعزب هو المستفيد الأول والأخير من هذه الصحافة.
** رئيس ذاك النادي يبدو أنه لم يستوعب حتى الآن أنه بمرتبة (رئيس نادي) ويجب أن يكون له استقلالية في الرأي وألا يكون تابعاً لأحد من خارج أسوار ناديه.
** الذين دخلوا الرياضة بقوة المال فقط هم وحدهم الذين يخرجون علينا بين حين وآخر بأحاديث إعلامية تثير الضحك ودون أن يكون لها مناسبة.
** أغلب تصاريح (منصور البلوي) باتت مكررة ومستهلكة لدى المتلقي الرياضي وبالذات الاتحادي، أي بمعنى أنه لم يعد لها أي قيمة.
** الأخ (علي الأسمري - أبو ريهام - الرياض).. ترتيب الفرق السعودية على صعيد البطولات كالتالي: الهلال (48) بطولة، الاتحاد (31) بطولة، الأهلي (26) بطولة والنصر (21) بطولة، والشباب (18) بطولة، والاتفاق (13) بطولة وهو نفس ترتيبها في الجماهيرية وبالذات الأربعة الأوائل.
** الأخ (عبدالعزيز المبارك - الخرج) نعم فريق النصر كبير برجاله وجماهيره فقط.. وباعتبار أنه من الناحية الفنية ومنذ سنوات ليست بالقليلة بات من فرق الوسط في المملكة، ولهذا فإن الأمل يبقى كبياً في أن يعود نصرك إلى مصاف الكبار في ظل الجهود الحالية والمبذولة من أجل استعادة مكانته السابقة.
** أخيراً .. إذا فاز الاتحاد على النصر.. وكسب الهلال الوحدة فهذا هو المتوقع والمنطق.. أما إذا كان العكس هو الذي حدث فتلك هي غرائب كرة القدم ومفاجآتها.