Al Jazirah NewsPaper Tuesday  10/03/2009 G Issue 13312
الثلاثاء 13 ربيع الأول 1430   العدد  13312
الحقيقة شمس
وطن الشموس
رجاء العتيبي

 

في لحظة زمنية خالدة رعى الملك عبد الله أوبريت (وطن الشموس) بوصفها لحظة تتجلى فيها الثقافة والفنون والتراث كواجهة حضارية للبلد تحيل إلى مولد أمة لا تغيب عنها الشموس.

في تلك اللحظة الخالدة التي دعّم فيها الملك بعد الله الجميع, قدّم الأمير بدر بن عبد المحسن ملحمة رائعة أقل ما توصف بأنها واحدة من تجليات البدر التي لا يزيدها الزمان إلا رونقاً وجمالاً, وكانت الألحان التي أبدعها الملحن القدير عبد الرب إدريس هي الأخرى سلة من النغمات الشجية التي ملأت المكان عذوبة وجمالاً, فكانت الكلمات والألحان بمثابة لوحة فنية تداخلت فيما بينها باتساق تام مكوّنة لغة راقية لا نراها إلا في الحفل الفني للمهرجان الوطني للتراث والثقافة.

وهكذا ينجح الأمير متعب بن عبدالله في نقلة نوعية لأوبريت الجنادرية باعتماده فرصاً جديدة لطاقم جديد ينبض بحياة جديدة إيماناً بأن الفن لا يمكن احتكاره؛ حيث يموت الفن في عامه الثاني من الاحتكار؛ الأمر الذي يعني فرقاً فنية موعودة مستقبلاً بقيادة دفة الأوبريتات القادمة.

كانت الصورة البصرية الجديدة التي رأيناها هذا العام, والتي رسمتها مجموعة الMBC, مبهرة وغاية في الروعة, ولكنها تهتز إلى حد ما عندما تدخل (المجاميع) غير السعودية, لمخالفتها الإيقاع النجدي, فأداؤها كان يعمل في منطقة غير المنطقة النجدية, وهذا ما دعا إلى أن تتحول الصورة البصرية إلى صورتين متنافرتين فنياً.

يستطيع المخرج أن يعدل في الشكل الخارجي للمجاميع الراقصة العربية, ولكنه لا يستطيع أن يغرس فيها (الإحساس) بالإيقاع السعودي؛ لأن الإيقاع جزء من حياة الناس، يولد معهم عبر أناشيد الجدات وهزهزات الأمهات؛ ليكون فيما بعد جزءا من تفاصيل البيئة التي تتلوّن بها لغة الجسد وتتشكل بها الرقصة وتصبح معها (التم والتك) وقوداً لطقس راقص يتفوق فيه زمنهما على زمن الحياة الحقيقي.

الأوبريت رغم بعض الأخطاء الفنية إلا أنه يعد أحد أجمل أوبريتات الجنادرية, وأقربها لمفهوم الأوبريت، وذلك بوجود البُعد الدرامي الذي قدم فيه راشد الشمراني حضوراً بارزاً لا يقل عن حضور الأصوات الذهبية: محمد عبده, وعبد المجيد عبد الله وراشد الماجد وعباس إبراهيم.



Ra99ja@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد