في 1857 خرج آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللا إنسانية التي يعملن تحتها، تدخلت الشرطة بطريقة وحشية لتفريقهن، إلا أن المسيرة نجحت في دفع السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية، وفي الثامن من مارس من سنة 1908 عاد الآلاف للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية، واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار (خبز وورود). وأدت تلك الاحتجاجات السلمية إلى تحريك موجة المطالبة بالإنصاف والعدالة للمرأة.
غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا عقب سنوات، حيث لم تعتمده منظمة الأمم المتحدة سوى سنة 1977م.
ليتحول الثامن من مارس - يوم الأحد الماضي - رمزا لنضال المرأة عبر العالم، ولتذكير الضمير العالمي بالظلم الذي تعاني منه ملايين النساء. ثم عادت الأمم المتحدة وأصدرت قرارا دوليا في سنة 1993 ينص على اعتبار حقوق المرأة جزءا لا يتجزأ من منظومة حقوق الإنسان.
مؤخرا أصدرت منظمة اليونسكو تقريراً يشرح حال المرأة في العالم، حيث ذكر التقرير ان البلاد المتطورة والنامية تتساوى في غياب وضعف وجود مساواة بين المرأة والرجل وضياع حقوقها كإنسانة واعتبارها مواطنة من الدرجة الثانية، واكدت منظمة اليونسكو في تقريرها الخاص الذي يحمل عنوان (تحدي المساواة والعدالة للجنسين) ?انه يعيش على الكرة الأرضية ستة مليارات كائن حي، اكثر من نصفهم من النساء والفتيات، وتشكل النساء والفتيات ثلثي اميي العالم البالغ عددهم 876 مليوناً و70% من الفقراء، وفي كثير من دول العالم تتعرض النساء لأشكال مختلفة من العنف مثل الاتجار بالنساء والاغتصاب والحرمان من الميراث والإكراه على الزواج.
إحصائيات المجلس الأوروبي قالت ان ما بين 20 إلى 25 في المائة من النساء في أوروبا يتعرضن لعنف جسدي ولو مرة واحدة خلال حياتهن البالغة. ومن المهم الإشارة إلى ان معايير العنف الأوربية ضد المرأة دقيقة للغاية، وتشمل مما تشمل (بجاحة) اللفظ، أو العنف النفسي، وحتى (التغزل) القسري، واجبار الأزواج لزوجاتهن على ممارسة العلاقة الجنسية، ونحوها.
فماذا عن إحصائيتنا؟ حيث المرأة مجردة من اقل حقوقها، وممنوعة من الحركة الطبيعية والتنقل برا وبحرا وجوا دون وصاية متأزمة. ناهيك عما يحدث داخل الأسرة وعلاقة الزوجين، والكثير الذي يشاع ولا يقال أو يحرم ان يعلن..؟
الى لقاء..