حوار - محمد بن عبد العزيز الفيصل
خاض أعنف المعارك وأقساها ضد التيارات الدينية والاجتماعية.. جابه أعتى الآراء وأصلبها؛ كفارسٍ لا يمل ولا يكل من كيد الأعداء يصارع ويكافح جاهداً كي يصل إلى كلمة سواء بينهم وبين (الحق) الذي ضاعت ملامحه (الناصعة) داخل هذه القضية الساذجة قيادة المرأة للسيارة.
من هذه النافذة بدأت تلك الأيدي ترسم صورته وتقاسيم لمحاته الهادئة التي لا تعطي الآخر أي فرصة إلا للحوار والنقاش المتزن (المثمر) الذي يلوح برايته (العادلة) في كل محفل.
من المراغة كانت انطلاقته عام 1944م، خرج منها عازماً عازباً همه التعليم وإكمال الدراسة فكان له ذلك وأكثر منه.
د. محمد بن عبدالله آل زلفة الأكاديمي والمؤرخ السعودي في لقاء ثري وصريح مع (مسيرة).. فإلى نص اللقاء.
* بين ولادتك بقرية المراغة عام 1944م حتى حصولك على درجة الدكتوراه من جامعة كامبردج عام 1987م.. مشوار علمي وعملي حافل حدثنا عن أبرز المحطات في هذه الرحلة؟
- ولادتي كانت في قرية المراغة -كما أشرت في سؤالك- إحدى قرى محافظة (أحد رفيدة) بمنطقة عسير، وهذه القرية الصغيرة يخترقها واد جميل محاط بالأشجار من كل جهة، وعندما يهطل المطر تتحول إلى لوحة جميلة تصور منظراً طبيعياً خلاباً، تسير فيه المياه بخفة، وهذه القرية رغم اسمها الذي لا يدل على الجمال إلا أن لديها من مقومات الجمال كما ذكرت ما يؤهلها لمنافسة أروع القرى الريفية؛ فأرضها زراعية وجميع سكان القرية لديهم مزارع ويعملون في الفلاحة؛ وفي ذلك الحين لم يكن الناس مهتمين بالتعليم، لكن عصبة منهم أدركوا أهميته، فوالدي - رحمه الله- ومجموعة يسيرة من أهالي القرى المتاخمة لنا عزموا على تأسيس مدرسة خاصة بهم وكان لهم ذلك؛ فأنشئت المدرسة وخرجت الأجيال، إلى أن أمر الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- عام 1363هـ، بإرسال مرشد ديني إلى القرية وكان مكلفاً بتعليم الناس -رحمه الله- فساعدهم في توسيع المدرسة الابتدائية وفي أمور التعليم، فتخرجت منها، وهي موجودة حتى الآن، وقد نقلت إلى مبنى آخر حديث وظل المبنى القديم ببئره ومسجده وسط السوق قائماً حتى اليوم.
دكان أبها
* كم كانت تبعد هذه المدرسة عن منزلكم؟
- تبعد عن منزلنا ثلاثة كيلوات ونصف تقريباً وكنت في سن السادسة وأذهب إليها سيراً على الأقدام، وفي بعض الأحيان يجهز لي أهلي مرافقاً أو دابة؛ فالمسافة التي أقطعها وعرة، وبعد فترة انضم إلي أخي الصغير، وبعد ثلاث سنوات قرر خالي أن يشتري لأمي منزلاً يكون قريباً من المدرسة ومن بيته؛ مرت الأيام وأنهيت الابتدائية عام 1379هـ، وقررت أن أدخل المتوسطة ولم تكن هناك سوى متوسطة واحدة في أبها والمسافة بينا وبينها بعيدة، خمسين كيلو تقريباً، بالإضافة إلى أن المواصلات ليست متوفرة إلا في يومين في الأسبوع فقط، وهما يوما الأحد والثلاثاء اللذان يخصصهما الناس لزيارة السوق، وكنا نفرح لما يأتي إلينا أحدهم بسمن أو دقيق أو أي شيء من أهالينا، وكنا سبعة طلاب لا تتجاوز أعمارنا اثني عشر عاماً في غرفة صغيرة، نأتي بالماء من البئر ونطبخ ونخدم أنفسنا، فالمعاناة كانت كبيرة.
* هل ما زالت هذه الغرفة قائمة حتى الآن؟
- نعم، وبعد كل هذه السنين ذهبت لأبحث عنها فوجدتها رغم كل هذا التطور الذي غشي المدينة! وفي الحقيقة فإنني أنوي تصوير هذا الدكان وتأليف كتاب عن مسيرتي مع الحياة يتناول دراستي في هذه الأماكن، ومكثنا تقريباً أربعة أشهر ووزارة المعارف كانت قد وعدت الطلاب المغتربين بمائة وخمسين ريالاً، وبعد انتظار دام أشهر لم يصرفوا لنا شيئاً وبدأ زملاؤنا بالانسحاب واحداً تلو الآخر، لكنني قاومت حتى النهاية، فكنت آخر شخص عزم على الرحيل.. ففي إحدى الليالي نضب كل شيء فلا وجود لأي نوع من أنواع الطعام فذهبت لأصلي في مسجد مجاور لنا، وجاءني رجلان، سألني أحدهما وقال لي: هل تكتب؟ فقلت له نعم، فطلب مني كتابة عقد أو صلح لهما، فحمدت الله لأني كنت آخر شخص مكث من زملائي هناك، فذهبت معهما وتناولت العشاء وكتبت لهما الاتفاق، أما العشاء فقد كان مكسباً كبيراً بالنسبة إلي، وبعد ذلك أعطوني عشرين ريالاً فذهلت من المبلغ؟! فقررت العودة إلى قريتي فاشتريت بعض الهدايا لوالدتي، فلما رجعت انتابني شعور غريب وهو أن ينظر إليّ بأني (خائب) ولم أفلح في الدراسة، الأمر الذي ضاعف عزيمتي لإكمال تعليمي وفي نفس الوقت كانت حريصاً ألا تغضب مني والدتي، فرحلت إلى الرياض في شهر شعبان من العام 1380هـ، وسكنت عند أخي في الملز، وحاولت أن أسجل في المدرسة لكنهم رفضوا ذلك لأننا شارفنا على نهاية الفصل الدراسي الثاني، ومن حسن حظي أن أحد الإخوة تعاطف معي وأخذني إلى المدرسة الليلية التابعة لوزارة الدفاع التي رفض مديرها أيضاً هذا الطلب، مبرراً ذلك برفع الكشوف والبيانات إلى الجهات المختصة فلا مجال للتسجيل إلا في العام القادم، لكنه سمح لي بأن أحضر للاستفادة فقط ووافقت، وكان أخي ثابت -رحمه الله- قد خصص لي يومياً مبلغ ريال واحد، ولم يكن فارق السن بيني وبينه كبيراً، فقد كان يعمل كاتباً في إحدى الدوائر الحكومية وراتبه لا يتجاوز المائة والتسعين ريالاً، ومع ذلك حدد لي مبلغ ثلاثين ريالاً في الشهر أي ما يعادل ريالاً واحداً في اليوم، وكان هذا الريال مقسماً بين أجرة التاكسي للذهاب والعودة، والباقي كنت أشتري به بعض الكتب من رصيف البطحاء الذي تباع فيه كتب غريبة جداً، ومع زياراتي المتوالية أصبح الباعة يعرفونني، فأي كتاب أشتريه يعطونني معه كتاباً آخر مجاناً! أما باقي المال فقد كنت أشتري به (براد شاي) بمقهى بين شارع الوزير والبطحاء أجلس فيه لأقرأ الكتب حتى الظهر، بعد ذلك أرجع إلى البيت لأتناول وجبة الغداء مع أخي ثابت -رحمه الله-، وبعد مضي مدة من الزمن قررت أن أعمل فتقدمت لإحدى الوظائف المطروحة في الجوازات ولم يكن هناك سوى وظيفيتين فقط، وعدد المتقدمين - في ذلك الحين- مائة وخمسون شخص! - لذلك فقد تعاطفت جداً مع الشباب العاطلين خلال السنوات التي قضيتها في المجلس - فخضت الامتحان مع هذا العدد الكبير ومن هؤلاء من هو أكبر مني سناً وأجمل هنداماً فانتابني شعور باليأس، كيف سأنجح من بين هؤلاء؟! ومع كل ذلك فوجئت بأحد الزملاء العاملين في وزارة الداخلية يبشرني بقبولي بعد أن شاهد اسمي معلقاً وكنت الأول، فجاء إلى الملز ركضاً ليخبرني بهذا النبأ السعيد، ومع ذلك لم أصدقه فذهبنا حفاةً نركض إلى الوزارة حتى تأكدت من صحة ذلك، لكن الفرحة لم تكتمل بعد أن علمت أن هذه الوظيفة في المنطقة الشرقية، فأصبح على أخي هم كبير بعد إصراري على الوظيفة، والمشكلة أننا لم نكن نعرف أحداً في الشرقية، بالإضافة إلى أنني لم أبلغ السن القانونية، فقد رفضوا أن يعطوني (التابعية) لصغر سني وأعطوني شهادة ميلاد تثبت أنني لم أكمل السن القانونية! وبطرق معينة حاولت أن أوصل عمري للسن المطلوبة ونجحت في ذلك، وبعدها أقنعت أخي بالذهاب إلى المنطقة الشرقية للعمل هناك، فلما وصلت قابلت مدير شؤون الموظفين وأفادني بأن وظيفتي في النعيرية! التي لا يوجد فيها مدارس، فذهبت إلى مدير عام الجوازات في المنطقة وكان اسمه إبراهيم المطلق وطلبت منه أن أنتقل إلى مدينة حية لكي أكمل دراستي، فالوظيفة عندي وسيلة لإكمال التعليم، وقلت له: اعتبرني أحد أبنائك، وبالفعل تعاطف معي وسألني هل تعرف الإنجليزية فقلت: إلى حد مَّا، فوجهني إلى مطار الظهران وكان ذلك بمثابة فاتحة خير علي، فقد كان المطار جديداً وجميلاً وكل طيران العالم يمر به، فذهبت في الصيف وسجلت في مدرسة تعليم اللغة الإنجليزية لكي أجيد التعامل مع المسافرين، ومكثت هناك ثلاث سنوات، وأكملت تعليمي المتوسط في الخبر فسجلت في الثانوية بالدمام وسابقت في وظيفة هناك بالدفاع المدني ونجحت فيها وأفادوني بأنها في الرياض وأكملت الثانوية الليلية التابعة لوزارة الدفاع فكان هذا القطاع بمثابة المنقذ لي، وكان مدير الدفاع المدني رجلاً من الحجاز تعرفت على أبنائه، وقلت لهم عن ظروفي وكلموه عني، وفعلاً تجاوب معي ولم يمانع من نقلي إذا قبلت بي الجوازات فذهبت إلى مديرها في ذلك الحين عبدالله جفري، ووافق على نقلي إلى المطار في يوم عمل واحد! وتيسرت أموري؛ ربما بفضل دعوات والدتي يرحمها الله، وكان حلمي أن أكمل الدراسة في جامعة الملك سعود، وبالفعل تحقق هذا الحلم بعد أن تخرجت من المدرسة الثانوية ذهبت إلى الجامعة، وتعرفت على زوجتي وتزوجنا، فزادت الأعباء علي؛ دراسة وعمل وزوجة.. وعانينا كثيراً في سبيل الدراسة، وكنا نسكن في منزل متواضع جداً؛ غرفة استقبال بسيطة ومطبخ صغير، فطلبت من زوجتي نورة الذهاب إلى أهلي وسكنت في فندق النصر بالبطحاء، منقطعاً للدراسة، فلا أحد يعلم عني شيئاً، فكنت حريصاً أن أحصل على درجات تؤهلني لأكون معيداً في الجامعة، ورزقت بابنتي الثانية عندما أعلنت النتائج، وكانت درجاتي تؤهلني أن أكون معيداً، فأسميتها بالاتفاق مع والدتها نجاح، فابتعثت لأمريكا وأكملت الماجستير وكان موضوع دراستي: المقاومة في منطقة عسير ضد الحكم العثماني المصري.
البطحاء والتكوين الفكري
* تلك الكتب التي كنتم تطلعون عليها في البطحاء هل ساعدت في تكوينكم الفكري؟
- هذه الكتب فتحت لي آفاقاً كبيرة جداً، فقد كنت من خلال قراءاتي لها أعيش مع عوالم مجهولة، فعلى سبيل المثال عندما أقرأ عن تطور الحياة السياسية والاقتصادية في بلد معين أو عن تحقيقات مفصلة في سيرة شخصية بارزة فهذه الموضوعات كنت أقرأها وترسخ في ذهني، لكنني لم أتعرف عليها إلا بعد أن توسعت مداركي، وهي بالمناسبة مهمة جداً في حياة أي إنسان، وبطبيعة الحال فقد كان لها دور كبير جداً في تكويني، فسبقت بفضلها الزمن؛ فالمناهج التي كنت أدرسها في ذلك الزمن هي بالنسبة إلي من المسلمات أراجعها لتجاوز الامتحان فقط، حتى إن بعض الأساتذة - الحرفيين - مع الأسف أثناء دراستي بالجامعة، ممن يوزعون مذكراتهم ويتوقعون من الطالب أن يحفظها عن ظهر قلب، وألا يزيد عليها أو ينقصها، ويعتبرون ما سوى ذلك خللاً والبعض الآخر من الأساتذة كانوا يقدرون لي التوسع في الإجابة، حتى إنني قد وقعت بسبب ذلك في إشكال فأحدهم كاد أن يسبب لي مشكلة لتوسعي في الإجابة بحجة الخروج عن الموضوع! وجلست معه في جدال طويل حتى فصل هذا الخلاف عميد الكلية د. عزت النصر رئيس وزراء سوريا سابقاً، فقد كان قوياً وحازماً وهو أحد القلائل المتخصصين في التاريخ على مستوى الوطن العربي، وكنت قد اختبرت عنده مادة الجغرافيا وكان نظام الامتحانات بالأرقام فذهب إلى الأساتذة وقال لهم: لأول مرة طالب يحصل على الدرجة الكاملة عندي، وأتمنى أن أتعرف عليه وكنت أحلم بأن أكون ذلك الطالب، وشاء القدر وحصلت على أعلى درجة وطلب مقابلتي وشكرني وشجعني، والفضل يعود إلى قراءاتي السابقة من رصيف البطحاء.
* ما حكاية حوادث الوفاة المتكررة التي تعرض لها من أشرف عليكم في رسالة الدكتوراه؟
- عندما انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأكمل دراستي العليا نصحني أستاذتي بأن أدرس الدكتوراه في إحدى الجامعات الكبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية أو في إحدى الجامعتين العريقتين في بريطانيا أكسفورد أو كامبردج، وبالصدفة كنت مشاركاً في أحد المؤتمرات في لندن وقابلت أحد الأساتذة من جامعة كامبردج وأعجب بمحاضرتي التي ألقيتها هناك عن التركيبة الاجتماعية في المملكة العربية السعودية، وطلب مني أن ألتحق بالجامعة وعرض علي أيضاً أن يكون المشرف علي بعد أن أنتهي من مناقشة الماجستير، فذهبت إلى المشرفة علي وأخبرتها بذلك، وفرحت كثيراً، وكتبت له رسالة، وكان اسمه البروفيسور سارجنت؛ وهو أستاذ كبير ومعروف بجامعة كامبردج، وبعد أن ناقشت الماجستير ذهبت لأكمل الدكتوراه، كان موضوع رسالتي في مرحلة الماجستير عن (أثر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب على إلهاب مشاعر المقاومة في منطقة عسير ضد الحكم التركي المصري المشترك)، وبعد أن شرعت في رسالة الدكتوراه تقاعد المشرف علي البروفيسور سارجنت بعد سنتين فعينوا لي مشرفة جديدة، هي أستاذة مهتمة بالتاريخ الإيراني والتركي، واستمررت معها سنتين، فمرضت وتوفيت هي الأخرى!! فبحثت عن مشرف جديد وكان هناك أستاذ متخصص في التاريخ الأموي والجزيرة العربية البوفيسور هاين، ومن سوء الحظ أن هذا المشرف مرض باللوكيميا وتوفي وهو ثالث مشرف علي!!! فأشرف علي أستاذ صديق لأستاذي الأول، وقال لي إننا سنستفيد منك أكثر مما ستستفيد منا، لكن لابد أن يكون لك موجه، وهذا أيضاً توفي بعد أن أنهى إشرافه علي، وكان أحد الزملاء يتندر عليَّ ويقول: ما هذا.. مشرف تقاعد والآخرون ماتوا!! فخاف هذا المشرف، فكانت مأساة وحزنت لمن توفي منهم، ومشرفتي التي توفيت، حصل لي موقف عجيب أيضاً معها، فأثناء مرضها جاءت إلي وطلبت مني أن أدعو لها في الحرم المكي الشريف، وأنا معتاد أثناء عودتي إلى المملكة أن أقصد مكة لأداء العمرة، فطلبت هذا الطلب مع أنها مسيحية، وكانت مهتمة بالتاريخ العثماني، وأوضحت لها أن ديننا الإسلامي دين سماحة ولا مانع من أن ندعو لأي كان، بأن يشفيه الله سبحانه.
توفيت هذه السيدة وحضرنا قراءة وصيتها؛ فأوصت بمبلغ ثمانمائة ألف جنيه إسترليني لمكتبة الجامعة وبعثات للطلاب من فرنسا وتركيا وإيران، وللعلم فإن جد هذه المرأة كان أحد حكام الهند في عهد الإمبراطورية البريطانية.
والحمد لله أنني أكملت الدكتوراه بعد هذه الحوادث المؤلمة لمن أشرف علي وعدت إلى الرياض وبدأنا مشوارنا الجديد مع الجامعة.
المسلمات
* إذا طرح اسم د. محمد آل زلفة فإن أول ما سيتبادر إلى الأذهان أنه الرجل الثائر على جميع القيم والأعراف الاجتماعية التي تعتبر من المسلمات (اجتماعياً).. فما تعليقكم على ذلك؟
- لا أعرف سبب هذا التفكير الخاطئ (التجرؤ على المسلمات!)، فلا يمكن أن يكون لي موقف من الثوابت الحقيقية في الإسلام، أما مسلمات المجتمع فما هي؟! فأنا منذ طفولتي لست مع الرأي الذي يقول إن المجتمع يريد هكذا، وأنت جزء من هذه الثقافة فلابد أن تتبع وتسمع..! فهذه النواميس الاجتماعية من سيتبعها بحرفية أعتقد أنه سيفقد القدرة على أن يقرر بنفسه شأنه في هذه الحياة، فعلى سبيل المثال جماعتي كل ليلة عندهم مناسبات وأناً لست مهتماً بأمور كهذه، فقد كنت مهتماً بشيء آخر، فقد كانوا يسمونني (محمد كتاب)، ففي كل مرة يرونني يشاهدون معي كتاباً ويعتبرون الامتناع عن حضور المناسبات هو ضد الرجولة! فما يقوله البعض بأنني ضد مسلمات المجتمع، أقول نعم ضدها، لكنني مع ثوابت الدين.