«الجزيرة »- نايف البقمي - متابعة : تركي إبراهيم الماضي
أثار شاب ثلاثيني الفوضى في محاضرة (الطيب صالح.. رحلة إبداع) بسبب خروجه عن موضوع الندوة التي كانت تتحدث عن سيرة الطيب صالح الأدبية، وحاول توجيه التهم حول موقف الروائي عبده خال حول هيئة الأمر بالمعروف بعد أن طلب منه مدير الندوة علي الشدوي أن يبقى في موضوع الندوة إذا أراد المداخلة.
جاء ذلك خلال محاضرة (الطيب صالح رحلة الإبداع) وكانت الندوة باستضافة كل من الدكتور رشيد ثابت والدكتور (عبد الرحمن الخانجي) والروائي السعودي عبده خال بإدارة الأستاذ (علي الشدوي) كان المتحدث الأول الدكتور (رشيد ثابت)، حيث بدأ حديثه بشكر القائمين على معرض الكتاب ووزارة الإعلام ثم تناول موضوع المحاضرة قائلا (الطيب صالح كان يستوحي من الذات تجربته الفنية وكان يستخدم الرمزية ويتضح ذلك في عمله (موسم الهجرة إلى الشمال) وكان يستخدم أيضاً الواقعية المحلية في عمل (عرس الزين) وعلامات الواقعية المحلية في رواية (عرس الزين) استخدام اسم (مروى) وهو اسم المكان الذي ولد فيه (وأرض الكبابيش) وغير هذه الأمكنة كثير، وكانت الفضاءات في رواياته ذات عوالم مختلفة أبرزها الفضاء الديني والفضاء الدنيوي، كما كان أهالي السودان جزءا مهما في أعماله وتحديدا في عمله (عرس الزين) وكانت الشخصيات الهامشية مرتبطة كثيرا بالشخصية الرئيسة كما يستخدم أسلوب الاسترجاع بإلحاق زمن السرد بزمن الحدث وكانت اللهجة السودانية حاضرة بكثافة ويفسرها المروي نفسه، وهذه من علامات الواقعية المحلية نستطيع أن نقول ان أسلوب (الطيب صالح) أسلوب متنوع ومتطور ويتحول إلى التعبير عن الأفكار المتنوعة من خلال كائنات يضعها المؤلف نفسه.بعد ذلك تولى الميكرفون الدكتور (عبد الرحمن الخانجي) قائلا (كيف قرأ الغرب الطيب صالح وهذا شيء أغفله الدارس والناقد، كما أن الإبداع ليس مهنة تكتسب بل شيء إلهامي وكنا نسأله لماذا لاتكتب بكثرة فيجيب (الأزمة ليست أزمة وقت وإنما أزمة موضوع وما سيكتب عنه فالرواية تكتبك قبل أن تكتبها)، الطيب صالح بالنسبة الي شخصية مبدعة تلتقط الجزئيات الصغيرة لتضعها في عمل خالد وفي تقديري أن الطيب صالح لم يقراً بعد وأتوقع أن النقد القادم سيتناول الطيب صالح بشكل أجمل وأفضل.
بعد ذلك تناول الحديث الروائي السعودي عبده خال قائلا (أنا مجرد محب للطيب صالح ولست ناقدا ومن الصعب أن نتحدث عن الطيب صالح لفارق المكانة، شخصية الطيب صالح شخصية ودودة يشعرك دائماً بشيء من الاخوة الصادقة حتى وإن كان هناك فارق عمري، كان شغوفا بالحياة محبا لها وكان يريد أن ينطلق من قريته الصغيرة إلى فضاءات هذا الكون المشحون بالضجيج.
وبعد انتهاء المحاضرة فتح باب المداخلات الذي شهد جدلا وفوضى أحدثها سوء الفهم في مداخلة أحد الحضور الذي كان يريد أن يوجه المداخلة بشكل شخصي إلى عبده خال، فطلب منه رئيس الندوة أن يوجهها إليه بعد المحاضرة ورفض ذلك مما استدعى حضور رجال الأمن بكثرة.