الجزيرة - الرياض
اختتم معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أمس زيارة لجمهورية مصر العربية استغرقت عدة أيام شارك خلالها في أعمال المؤتمر الواحد والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الذي عقد في القاهرة تحت رعاية الرئيس حسني مبارك تحت عنوان (تجديد الفكر الإسلامي)، كما التقى خلالها بعدد من وزراء الشؤون الإسلامية والأوقاف، وكذا المفتين في عدد من الدول العربية والإسلامية.
وقد رافق معالي الوزير آل الشيخ خلال الزيارة وفد مكون من الدكتور فهد بن عبدالله بن طالب المستشار مدير مكتب معالي الوزير، والأستاذ سلمان بن محمد العُمري المدير العام للإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام، والأستاذ محمد بن عبدالعزيز الفارس مدير المكتب الخاص، والأستاذ سليمان بن عمر الحصين سكرتير معالي الوزير.
وفي تصريحات لمعاليه عقب اختتام أعمال المؤتمر، أكد أهمية ما نتج عن المؤتمر من توصيات تحث على التجديد في الفكر الإسلامي مع التأكيد على عدم إهمال ثوابت الدين أو الخروج على مسلماته بهدف العودة بالإسلام نقياً وصافياً.
ولفت إلى التوصيات العامة التي أكد عليها المشاركون في المؤتمر والمطالبة بوقف إجراءات تنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية الخاص بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير ودعوة المجتمع الدولي إلى تجنب ازدواجية المعايير التي تطبقها مؤسساته لا سيما إذا كان الأمر يتعلق بإسرائيل وما ترتكبه من عدوان مستمر على الشرعية الدولية.
وأكد الشيخ صالح بن عبد الغزير آل الشيخ أن المملكة العربية السعودية لديها عدة برامج مهمة في تطوير الاجتهاد الفقهي وتطوير مناهج الفكر الإسلامي فضلاً عن برامج مختلفة في دعم وتبني حوار أتباع الأديان والثقافات.. مشيراً إلى ما عقدته المملكة من عدة ملتقيات ومؤتمرات في هذا الشأن، وقال: إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أيده الله - دعا إلى فتح الحوار مع العالم وأيضاً فتح الحوار الداخلي في المملكة العربية السعودية.. لافتاً إلى المؤتمرات الثلاث التي عقدتها المملكة في مكة ومدريد والمؤتمر الذي دعت إليه الأمم المتحدة والخاصة بالحوار مع العالم بين أتباع الأديان والثقافات والتي كانت كلها تصب في إشاعة روح السلام والحرص على أن يتبنى العالم بدلاً من لغة الحرب والاستعلاء والاستعداء والخصام لغة الحوار والنقاش والتفاهم وهو ما صبت عليه المؤتمرات السابقة وهو أن الحوار هو البديل الأمثل في التفاهم بين أتباع الديانات والثقافات.
وأضاف معاليه قائلاً: إن المملكة العربية السعودية على صعيدها الداخلي دعت إلى حوار وطني شامل وأقامت مركزاً ضخماً لذلك هو مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني والذي يلتقي فيه علماء ومفكرون وخاصة ومتخصصون وشباب أيضاً لمناقشة القضايا الداخلية في موضوعات الحوار.
وأكد معالي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن الاجتهاد هو مطلب دائم كما أن المملكة حريصة على أن تبقى الروح الإسلامية الفقهية متطلعة إلى زمن قادم يكون أكثر معالجة لمشكلات الأمة وأكثر نزولاً لحاجة الناس لذلك جاءت تشكيلة هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في الشهر الماضي بضم عدد أكبر من مذاهب مختلفة في إطار المذاهب السنية في المملكة ليزيد تمثيل المذاهب الإسلامية المختلفة، وكل هذا يصب في إطار التجديد في الفكر الإسلامي وفي المناهج الإسلامية في الفقه والسلوك والحوار.
وأوضح معاليه أن المملكة منذ تأسيسها حرصت على أن يكون القرآن الكريم هو دستورها في الوقت الذي كان فيه الآخرون يبحثون عن دساتير في الشرق والغرب، وأنشأت في كل منطقة ومحافظة جمعية خاصة لتحفيظ القرآن الكريم، وقد بلغ عدد المنتمين إلى هذه الجمعيات والمتعلمين من خلالها أكثر من 600 ألف دارس ودارسة في عموم المملكة العربية فضلاً عن إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة الصحف الشريف بالمدينة المنورة والذي طبع أكثر من 240 مليون نسخة من القرآن وترجمة معانيه إلى أكثر من 50 لغة وهو ما يتم وفق برامج محددة من المملكة لدعم هذا الاتجاه القرآني.. مشيراً إلى أن المحاكم بالمملكة تحكم بما دل عليه القرآن والسنة واجتهادات العلماء الإسلامية وهو منحى تطبيقي لهداية القرآن والأخذ به.
وثمَّن معالي الوزير - في ختام تصريحه - الموضوعات التي ناقشها المؤتمر والخاصة بالاجتهاد الفقهى وتفعيل نظرية المقاصد الإسلامية.. مشيراً إلى أن هذه هي المناقشة الثانية لموضوع تجديد الفكر الإسلامي والذي يعكس مدى الحراك في الأمة الإسلامية وارتباطها بالأوضاع العالمية.
وفي السياق ذاته، أصدر المؤتمر في ختام اجتماعاته مجموعة من التوصيات، حيث أكد المشاركون فيه أن التجديد في الفكر الإسلامي لا يعني إهمال ثوابت الدين أو الخروج على مسلماته، بل يستهدف العودة بالإسلام نقياً وصافياً كما جاء به الرسول الكريم - محمد صلى الله عليه وسلم - وكما يتضح في مصادر الإسلام الأساسية وإعادة نضارته ورونقه وبهائه وإحياء ما أندرس من سننه ومعالمه ليواكب حركة الحياة مخلصاً إياه مما ران على هذه المسيرة من شوائب وغلو أحياناً وتفريط وانكفاء على الذات أحياناً أخرى.
وأوصى المؤتمر علماء الأمة ومجتهديها ومؤسساتها الإسلامية والمجامع والمنظمات الإسلامية ببذل أقصى جهدهم وطاقاتهم العقلية والفكرية لإنزال النصوص على الوقائع التي تستجد في حياة الناس متبعين مناهج الفكر وأصول الفقه الإسلامي لكي يتمكنوا من مواجهة المشكلات والتحديات المستجدة التي تواجه الأمة بشكل دائم في الوقت الحاضر.
من جانب آخر، وعلى هامش مشاركة معاليه في المؤتمر، التقى بكل من فضيلة الشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، ومعالي وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق، ووكيل وزارة الأوقاف الكويتية الدكتور عادل الفلاح، بالإضافة إلى عدد من المفتين والشخصيات الإسلامية المشاركة في المؤتمر.