«الجزيرة» - أحمد القرني
دشن مستشار خادم الحرمين الشريفين والمشرف على العيادات الملكية ورئيس مجلس إدارة مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور فهد العبدالجبار صباح أمس أحدث ثلاثة أجهزة في العلاج الإشعاعي على مستوى العالم في مركز الأورام بالمستشفى بكلفة بلغت نحو 50 مليون ريال ليكون بذلك أول مستشفى في العالم يمتلك هذه التقنيات مجتمعة وأول مستشفى في المنطقة يمتلك أياً منها.
وشهد حفل التدشين رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل وعدد من مسؤولي المؤسستين وبعض مخترعي هذه التقنيات الذين قدموا للمشاركة في مؤتمر طبي يعقده المستشفى في مجال العلاج الإشعاعي.
وأوضح المشرف العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم القصبي أن المستشفى يسعى إلى توفير أفضل وأحدث السبل التشخيصية والعلاجية للمرضى مشيراً إلى أن التقنيات التي تم تدشينها تعد الأحدث عالمياً ويتطلب تشغيلها كفاءات بشرية ذات تخصصات مختلفة مؤهلة تأهيلاً عالياً لافتاً إلى أنه جرى خلال الأشهر الماضية تدريب الأطباء والفيزيائيين والفنيين الذين يباشرون العمل على هذه الأجهزة مع مراكز متقدمة عالمياً في تطبيقات هذه التقنيات الحديثة.
وبين الدكتور القصبي أن الأجهزة الثلاثة هي تقنية علاج الأورام الإشعاعية باستخدام الإنسان الآلي CyberKnife وتقنية العلاج الإشعاعي باستخدام الأشعة المقطعية Tomotherapy وتقنية العلاج الإشعاعي باستخدام مفهوم القوس السريع RapidArc الذي طورته الشركة المصنعة وبدأ استخدامه خلال الأشهر القليلة الماضية.
ويعد جهاز الجراحة الإشعاعية الآلي CyberKnife من أحدث ما توصلت إليه التقنية الحديثة في مجال الجراحة الإشعاعية. ويتميز الجهاز بقدرته على تسليط الأشعة على المكان المراد علاجه في منطقة الرأس دون الحاجة إلى اللجوء إلى وضع خوذة تثبت في عظام الجمجمة بواسطة مسامير خاصة، كما هو مستخدم في بعض التقنيات الأخرى، مع توافر الدقة والجودة العلاجية العالية. وأوضح رئيس وحدة العلاج الإشعاعي بمركز الأورام في المستشفى التخصصي الدكتور محمد الشبانة أن هذا الأمر يجنب المريض الألم الذي عادة ما يصاحب هذا الإجراء العلاجي ويجعل تلقي العلاج أكثر سهولة كونه لا يستلزم تنويم المريض في المستشفى. وأضاف أن هذه التقنية جاءت عن طريق استخدام مفهوم الإنسان الآلي والتوجيه عن طريق أخذ الأشعة بشكل مستمر وإرسالها إلى حاسب ومن ثم تعديل توجيه الأشعة حسب الحاجة. وأضاف أن الجهاز يعالج أمراضاً منها أورام المخ الأولية والثانوية وكذلك تشوهات شرايين الدماغ التي يكون فيها التدخل الجراحي غير ممكن أو يتضمن مخاطر عالية. وبين الدكتور الشبانة أن لهذا الجهاز ميزة أخرى وهي القدرة على استخدامه في علاج الأورام والاعتلالات التي تقع خارج الرأس مثل الأورام المجاورة للحبل الشوكي وأورام الكبد مشيراً إلى أن هناك نتائج واعدة لاستخدامه في علاج سرطان البروستات.
والجهاز الثاني هو جهاز العلاج الإشعاعي المقطعي TomoTherapy والذي يستخدم في العلاج الإشعاعي عن طريق تقنية الأشعة المقطعية حيث يتم إجراء أشعة مقطعية للمريض قبل إعطاء العلاج لتحديد مكان الورم ليتم مباشرة بعد ذلك توجيه الأشعة الأمر الذي يوفر دقة أكبر في استهداف الورم ويجنب الأضرار بالأنسجة السليمة مما ينتج عنه رفع فرص الشفاء وانخفاض الآثار الجانبية للإشعاع بتقليل حجم المجال المعرض للأشعة.
ويتم استخدام هذه التقنية لأنواع محددة من الأورام القريبة جداً من أنسجة حساسة مثل أورام البلعوم الحلقي القريب من منطقة التصالب البصري والعصب البصري الأمر الذي يوفر للفريق المعالج فرصة أكبر لإعطاء جرعة أعلى للورم مقابل جرعة أقل لمنطقة التصالب البصري مما يرفع فرص الشفاء ويقلل احتمال الإصابة بفقدان البصر على المدى الطويل.
وبين الدكتور الشبانة أن التقنية المستخدمة حالياً وهي العلاج المحدد التدفق IMRT تمكن من تحقيق هذه النتيجة وتتسم بالفعالية لأغلب الحالات غير أنه أشار إلى أن هناك حالات تكون فيها تقنية العلاج الإشعاعي المقطعي TomoTherapy أفضل أداءً بناء على ما يراه الفريق المعالج مما يجعل من هذا الجهاز إضافة مهمة في هذا المجال.
والجهاز الثالث وهو تقنية القوس السريع Rapid Arc مع التصوير الفوري وهي التقنية التي تجعل مدة العلاج أقصر من السابق مما يقلل فرصة تحرك المريض أثناء المعالجة. ويوفر الجهاز كذلك إمكانية تصوير المريض قبل إعطاء الإشعاع للتأكد من دقة توجيه الإشعاع إلى مكان المرض. وتتميز هذه التقنية بأنها تطوير للمعجل الخطي الشائع الاستخدام مما يجعل تطبيقاتها ممكنة على أغلب أنواع الأورام في أي مكان في الجسم.
وإضافة إلى الأجهزة الثلاثة التي لا تتوافر جميعها في أي مستشفى في العالم مجتمعة جرى تدشين جهاز رابع هو جهاز التصوير المقطعي واسع المدى Large Bore CT Scan والذي يعد إضافة مهمة لمنظومة التصوير الإشعاعي قبل العلاج ويخدم هذا الجهاز المريضات المصابات بسرطان الثدي وذلك في أثناء التحضير للعلاج الإشعاعي.
وبعد نهاية تدشين الأجهزة الطبية قام د. العبدالجبار ود. السويل بتوقيع مذكرة تعاون في المجال البحثي بين المستشفى ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
وأشار د. العبدالجبار إلى أن هذه الاتفاقية التي تم توقيعها تمثل نقله نوعية في البحث وتنشيط التعاون والاندماج لمصلحة المرضى وتدريب العاملين بالمستشفى لتحسين العلاج الإشعاعي لمرضى السرطان.