الأزمة موجعة والمعركة حارقة والخسائر كبيرة والعدو جائر وظالم وغزة لم تختر وتعتد على عدو هنا بل هو الذي ابتلاها ومارس عدوانيته وكبرياءه عليها بأثقل عتاد وأفتك سلاح وما عليها إلا أن تدافع عن نفسها بما تستطيع وأن تصمد مهما كانت الخسائر وكان الثمن فعدد القتلى (الشهداء) وعدد المصابين عدد كبير وفضيحة صهيونية لا تغتفر ولا يمكن نحن المسلمين أن ننسى هذه المجزرة ولا يمكن أن تلتئم جراحنا بقرار يصدر من مجلس الأمن بإيقاف القصف ونسكت عن هذه الأشلاء التي تناثرت والدماء التي سالت والعوائل التي شردت وهجرت فلابد أن نناشد العالم أجمع وأن تطرق أبواب جميع مؤسساته لمعاقبة المجرم ورفع الظلم عن هؤلاء الأبرياء المحاصرين الذين يمارس عليهم المجرم أبشع صور الإجرام والإرهاب وما نقم منهم إلا أنهم آمنوا بالله وأنهم لم يركعوا وقبلوا بديمقراطيته المزيفة فلابد أن يقدم أولمرت وباراك ولفني للعدالة وأن يحاكموا أمام مرأى العالم هم ومن معهم من أصحاب المجازر السابقة على أرض لبنان وفلسطين وكذلك العراق وأفغانستان فكل من قتل من الأبرياء لابد أن يحاكم فيجب علينا ألا نسكت عن حقوقنا فهناك حقوق عادلة في هذا الكون وهناك مؤسسات عاملة وهناك أناس عقلاء لا يرضون بالظلم ويحبون العدل فلنذهب إليهم ولنعرض عليهم قضيتنا ولتبدأ من عند المجزرة الحاضرة والإبادة الجماعية الظالمة ولنقدم عصابة الإجرام إلى من يقاضيهم ويحاكمهم وهناك في النرويج مجموعة من المحامين بل آلاف من المحامين جاهزون لتقديم القضية إلى المحكمة في النرويج بحكم عدالتها وقوة نظامها فهم بحاجة إلى وقفة جامعة الدول العربية معهم وأن تطالب الرئيس الفلسطيني بأن يرفع قضية ضد الصهاينة وهم سيتولون المنافحة عن القضية فلماذا لا نسندهم ولماذا لا نتحرك نحن ونطرق أبواباً أخرى ونناقش دولاً كبرى لها ثقل سياسي بأن تردع المجرمين وتكفهم عن إجرامهم وتحاسبهم وأن تقدمهم للعدالة فهناك أبواب كثيرة لابد أن ندخلها ومؤسسات عادلة تنتظرنا لكننا مع كل أزمة همنا أن يقف القصف وأن يكون هناك حماية وتدخل أو أن يكون هناك هدنة طويلة الأمد هذه جوانب إيجابية مطلوبة بل أول خطوة هو أن يقف القصف وأن تطفأ الحرب لكن ماذا بعد؟
ماذا عن الأنفس التي أزهقت والأسر التي قتلت؟ هل جزاء المجرم أن يوقف القصف وأن يسحب جيشه من غزة؟! لا ما هكذا يجب أن تعاملنا مع الأزمة..
الضربة قاضية وظالمة والخسائر فادحة وليس من العدل أن نكتفي باستصدار قرار من مجلس الأمن (المتململ) بإيقاف القصف.. لا ما هكذا.. لابد أن نشيع الجنازة في العالم كله وأن نفضح المجرم وأن نكشف زيفه في جميع المحافل الدولية وأن ننتخب أقوى المحامين وأبرز المؤسسات للدفاع عن مجزرة غزة والمطالبة بمحاكمة كل من تلطخت يده بدماء أبريائها..
فيا أمتي استيقظي وتحركي وابذلي كل ما في وسعك للدفاع عن أبنائك والمنافحة عن قضاياك.. اللهم اهزم الصهاينة المعتدين وأرنا فيهم يوماً أسود وانصر إخواننا المستضعفين في غزة وكن معهم وأجعل لهم من بعد العسر يسراً وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
Alhamada1427@hotmail.com