تمر علينا الأيام سريعة لا نشعر بمرورها إلا عندما نفتقد صديقاً أو قريباً، ونتذكر أيامه الخالدة التي جمعتنا به، ونترحم على أيام قضاها بيننا.. هذا ما جعلني أتذكر من فقدناها ونتذكرها بعد وفاتها هي ابنة الخال (نورة عبدالله الشبنان) حرم العم (سعد عبدالرحمن المقرن)؛ ففي موتها انطوت صفحة من صفحاتها المضيئة، وانطفأت شمعتها المنيرة، وغابت شمس ملأت بدفئها وحنانها كافة جيرانها؛ حيث كانت لهم الأخت والأم، وكسبت حب الجميع، وذهبت إلى وجه ربها وقد كسبت الدعاء والثناء والسيرة العطرة والأخلاق الحميدة.
لقد كانت أم عبدالرحمن مثالاً شاهداً للزوجة الصالحة والأم الحنونة، أنجبت أبناء صالحين. إنني مهما كتبت وعبرت عن مشاعري ومشاعر الآخرين فلن أستطيع أن أوفي هذه المرأة حقها من الثناء؛ فالموقف لم يسعفني والأفكار تبعثرت أمام جسدها الطاهر، وقد هالني ذلك الموقف العصيب أنا وأقربائي وإخواني وأخواتي وجمع من المؤمنين والمؤمنات ونحن نصلي على من كانت بالأمس بيننا في منزلها العامر بالكرم والضيافة والبشاشة الذي دخلناه بعد فراقها لنجتمع فيه وندعو لها بالرحمة والمغفرة ونتذكر صفاتها ومناقبها الحسنة وندعو الله أن يغفر لها ويتقبلها بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جناته وأن يجعلنا ومن نحب وكافة إخواننا وأخواتنا المسلمين والمسلمات في جنة الفردوس الأعلى.
وختاماً لا نقول إلا (إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك با ابنة الخال لمحزونون).