الموت حق، ومصيرنا إلى الموت لا محالة، وهذا أمر الله في هذه الحياة، والإنسان عندما يفقد أخا أو صديقا أو محبا لا بد أن يتأثر بفقدانه، ولكن لا يملك إلا أن يقول (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) ولا حول ولا قوة إلا بالله بفقد الشيخ فهد الزبن الأسلمي الذي انتقل إلى جوار ربه قبل أيام جعله الله في جنات النعيم والمسلمين أجمعين، اللهم آمين.
تلقيتُ اتصالا من الأخ العزيز ضحوي جعيدان الأسلمي الذي أخبرني بهذا الخبر المحزن والمفجع بوفاة أبي زبن رحمه الله، هذا الإنسان يحمل في قلبه معنى الإنسانية، ويعمل بها؛ حيث يقف مع المحتاج ويحترم الصغير قبل الكبير، يراعي مشاعر الناس ويقدرهم في أي زمان وأي مكان، يحمل في قلبه الرحمة والمودة وحسن الخلق والتعامل، ومعه لسان فصيح ينطق بالحق، وشجاعة الشيوخ، وابتسامة تفتح لك أبواب البشائر والخير، يملك المال ولكن أعانه على الكرم البذل والعطاء فيما نعلم وما لا نعلم، له من الأعمال في مجال الخير الكثير الكثير، فقد كفل الأيتام وبنى المساجد وفتح الطرق، وكان يهتم بالفقراء والمحتاجين داخل وخارج المملكة، جعله الله في موازين حسناته وتقبّل الله منا ومنه صالح الأعمال.
قبل ما يقارب أسبوعا كنت في بيت الشيخ فهد الزبن، وقد استقبلنا بصدر رحب وابتسامة عريضة وصوت جهوري ما زلت أسمع صداه يلجلج في أذني، وقد كنت برفقة الشيخ عيادة الخليفة وابنه والشيخ سعد الفريح الرمالي، وقد تسامرنا عند أبي زبن وطلب مني العديد من القصائد ومن ثم طلب أن نتناول العشاء لديه أو أن نعطيه وعداً بتكرار الزيارة، وهذا هو ديدن الشيخ فهد - رحمه الله - وقد فقدت قبيلتي شمر رجلا بقامة الشيخ فهد الزبن ومن قبله الشيخ مطلق بن عواد العبيكة حيث يعتبران واجهة شمر ومضافة شمر في الرياض العاصمة، والكل يقصدهم من الشمال وغيرها، وهم أهل الكرم والضيافة لأنهم أبناء شيوخ وقد ورثوا كل هذا من أجدادهم رحمهم الله جميعاً وجعل الله الجنة منزلهم وجعل الله قبرهم روضة من رياض الجنة، اللهم آمين.