في البدء لابد من القول إن من المنطق والمعقول أن يتم تغيير الكابتن ناصر الجوهر لعدة أسباب أهمها العامل النفسي..
فالجوهر مدرب قدير أدى ما عليه وتحمل وزر البعض ووقف صامداً أمام الانتقادات الجارحة وتعامل مع الجميع بمبدأ الإخوة والحرص على المصلحة العامة ومن هذا المنطلق كان ناصر يعامل الأغلبية بمبدأ الحماس الزائد.
ولكن يظل (ناصر) بشر يصيب ويخطئ مثله مثل غيره.. وسبقه للإقالة مدربون عالميون لهم سمعتهم ولهم باع طويل في مجال التدريب أمثال زاجالوا وكندينو وكارلوس البرتو بيريرا وغيرهم وغيرهم.. فله منا كل الشكر والتقدير والثناء.. فالمصلحة العامة تتطلب البحث عن الأفضل من جميع النواحي وليست الناحية الفنية فقط بل قد تتعداها إلى النواحي الإدارية....!
** ثانياً.. أشيد بالنهج الذي اتبعته الرئاسة العامة لرعاية الشباب وعلى رأسهم سمو الرئيس العام وسمو نائبه على النهج السليم والطريقة الصحيحة في معالجة أوضاع المنتخب بعد الخسارة وكأننا فقدنا التأهل.. فبعد الضجيج الإعلامي خرج سمو الرئيس العام بتصريح كله هدوء وطمأنينة ليضع النقاط على الحروف ويطمئن الجميع أن المنتخب تحت قيادة رجالات لهم من الخبرات ما يجعلهم يتأنون ولا يستعجلون بإصدار القرارات إلا بعد دراسة وافية من جميع الجوانب.. بتخطيط سليم مدروس.. وهذا هو ديدن القائمين والمسؤولين في الرئاسة.
** ومربط الفرس في هذا المقال هو السيد (بيسيرو)..
جاء السيد بيسيرو فهل جاء (المنقذ)؟؟ وهل لديه عصا سحرية لنتأهل تلقائياً ولن نخسر في المباريات القادمة ولن ندخل في حسابات معقدة أيضاً..!!؟؟
** لنكن منطقيين وواقعيين.. هو مدرب قدير بلا شك وله تاريخ مشرف في عالم الكرة ولم يتم اختياره إلا بعد دراسة متأنية من المسؤولين.. فهل هذا يكفي..؟
** أجزم أنكم تتفقون معي على أن المدرب جزء من العملية التكاملية وجزء من عملية البناء وله بصماته بلا شك ولكنها -أي العملية- لها عدة أضلع يجب تكاملها.
من ناحية العناصر المختارة والتشكيلة الموضوعية وعطاء هذه العناصر في كل مباراة وقدرة هذه العناصر على التكيف مع المجموعة فمن يصلح هنا قد لا يصلح هناك حسب الطريقة الموضوعة لمواجهة الخصم وحسب خطط المدرب.. والفريق الخصم ومنهجية اللعب في هذه المباراة.
** ثم إن هناك الجانب الإداري وطرق تعامله مع المجموعة ومع اللاعبين ومع الظروف المواكبة أثناء وقبل وبعد المباراة.. سواء مع الإعلام أو الجمهور أو اللاعبين أو الجهاز الفني فالجهاز الإداري له من الأعمال الموكلة آلية مما قد لا يتخيلها البعض.. فالوقوف معهم ومؤازرتهم هو مطلب أساسي.
** ثم إن هناك العامل النفسي -أو الجانب النفسي- وهو ضروري جداً وتهيئة المجموعة من جميع النواحي الأسرية والاقتصادية والظروف لكل فرد من أفراد الفريق فلابد من التعامل مع هؤلاء اللاعبين أنهم بشر لهم ما لهم وعليهم ما عليهم مثلهم مثل بقية الخلق- يتأثرون ويؤثرون- بمن حولهم.
فلابد من دراسة هذا الجانب والتعمق به وعدم إغفاله.
(وإنني أُدرك أن القائمين على إدارة المنتخب لم ولن يغفلوا هذه الجوانب ولكنه للتذكير والمشاركة) فنحن كإعلاميين جزءً من هذه العملية التكاملية ويهمنا النجاح فهو في الأخير ينصب لمصلحة الوطن ورفع رايته عالية خفاقة في المحافل الدولية.
** نأتي إلى الجزئية التي تعنيني أنا وزملائي الإعلاميين وهي مهمة بلا شك من ناحية الطرح والانتقاد الهادف ومعالجة الأمور بالتأني والرؤية الصادقة التي هدفها معالجة الأمور أو النواقص أو الأخطاء- إن وجدت- بالنظرة الثاقبة والتخلي عن التشنج أو الطرح الإنفعالي.. فلابد من التكاتف مع الجهازين الفني والإداري والنصح والإرشاد والكتابة المتأنية في هذه المرحلة بالذات -مرحلة انتقالية- مهمة للغاية.. بما ينعكس إيجابياً على نتائج المنتخب بإذن الله.
** فالإعلام الرياضي له دور كبير وبارز -ونحن ولله الحمد- بلد يوجد فيها من الشفافية والحرية ما يسمح بالطرح والانتقاد- وهذه ميزة قد لا توجد لدى الغير- ولدينا مسؤولون يتقبلون الطرح ولكنه طرح هادف بناء ويأبون التجريح والمصادمات والغلو في معالجة الأمور.. فلماذا لا تأتي هذه المعالجات وهذه الأطروحات العقلانية من أنفسنا نحن كإعلاميين.. أليس هو الأفضل والأجدى والأنفع..؟؟
** أجزم أن الكل يريد مصلحة الوطن ولا أشكك بوطنية أحد أبداً ولكنه الطرح الانفعالي أحياناً من البعض ولا أعمم - ومن الحب ما قتل- فمن لم يجد في نفسه بتلك اللحظة القدرة على الطرح المتوازن فلي رجاء أن يغلق قلمه ويطوي صفحته حتى يهدأ ويستشير الآخرين بما يكتب.. هذه نقطة والنقطة الأخرى ليست نهاية المطاف عندما نخسر فلابد من تقبل الخسارة بروح رياضية عالية والتفكير من لحظتها بالقادم، كما أنه لا يجب المبالغة بالفرح عند الفوز وأن لا تحجبنا أعيننا عن ما حدث أثناء المباراة فقد يكون هناك أخطاء يجب تلافيها في المرة القادمة.. لا يكون الفرح بالفوز هو العنوان الرئيسي لمناقشتنا بل لابد أن نعالج نواحي القصور كما نعالج أسباب الفوز وقد يكون لضعف أو لظروف الطرف المقابل وليس إيجاداً منا إجادة تامة بل المعالجة العلمية الشفافة هي أسلم الطرق للمضي قدما نحو تحقيق الأهداف المرجوة والخطط الموضوعة لمستقبل زاهر للكرة السعودية.
** الوقفة الأخيرة.. سؤال يُلحّ عليّ منذ أن بدأت أكتب هذا المقال.. متى ينبذ البعض ويترجل عن التعصب الأعمى ونبذ العصبية الرياضية وغيرها فالعصبية منبوذة بأكملها.
(ضحكت بالأمس كثيراً) أثناء المؤتمر الصحفي للسيد بيسيرو مدرب المنتخب الجديد حينما طرح أحد الزملاء هذا السؤال عليه... كيف ستنظر للهلال في هذه الفترة وهل ستحابي لاعبيه بمعنى كلامه كونك مدرباً سابقاً له؟؟؟؟ ضحكت كثيراً وقلت إلى متى يتوقف هؤلاء عن هذه الإشكاليات وصغار الأمور التي لا تفي إلا لأغراض خارج الروح الرياضية وخارج المصلحة العامة؟؟ متى نرتقي بأسلوبنا وطرحنا وإعلامنا ومناقشاتنا للقضايا التي أمامنا وننظر للطرف المقابل والمرحلة القادمة وننظر إلى المنتخب أنه للكل وللوطن وأبنائه.. متى تتفوق النظرة العامة والمصلحة العامة عند هؤلاء على مصالح أنديتهم وأهوائهم..؟؟ أليس المنتخب هو نتاج ما تفرزه الأندية.. أليس المنتخب يمثل جميع شرائح المجتمع من البحر إلى البحر..؟؟ أليس مدرب المنتخب سينتقي لاعبيه من جميع الأندية ليجعل منهم فريقاً واحداً لتمثيل الوطن.. ألا تفيقون.. ألا تنتبهون لأسئلتكم وكتاباتكم؟.. كنت أتمنى أن يكون هناك دورات متخصصة يلتحق بها كل من أراد العمل الصحفي ليكون مهنياً بمعنى الكلمة...!!!
** أخيراً..
أعجبني رد السيد بيسيرو على هؤلاء فقال (أنا الآن مدرباً للمنتخب والأندية عندي سواسية.. وإن أحببت اسألني عن المنتخب والمرحلة القادمة وكيفية التأهل إلى كأس العالم فهو ما يشغل بالي بالوقت الحالي).
أتمنى أن لا يشغل بالك يا (بيسيرو) هؤلاء.. وأن يكون شغلك الشاغل تأهلنا إلى كأس العالم للمرة الخامسة.. وأن نتوكل على الله..
إلى اللقاء
وفق الله الجميع
إعلامي وعضو الجمعية الدولية للإعلام والعلاقات العامة IPRA
sa_m2@hotmail.com