وقع في يدي كتاب متوسط الحجم مكون من (400) صفحة معنون بمسمى هذا المقال ويهدف المؤلف (د. وليد أسامة) إلى تقديم خلاصة لأنواع مختلفة من الألعاب النفسية الخاصة بالشخصية من جوانب متعددة لمعرفة سلبياتها وتعزيز إيجابياتها من خلال طرح تحليل للشخصية بطريقة بسيطة ومرحة ليتمكن القارئ من تطبيقها على من حوله لفهم نفسياتهم سواء في العمل أو غيره وبالتالي يسهل ..

....التعامل مع هؤلاء والتعايش معهم بسعادة أكثر. والكاريزما هي مجموعة من الصفات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية التي تظهر في العلاقات الاجتماعية لفرد بعينه وتميزه عن غيره حسب تعريف المؤلف.

ونحو كاريزما ناجحة ومثالية لا نجد حزمة من الصفات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية الناجحة أفضل من صفات النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال ابن هشام في سيرته إن علياً إذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لم يكن بالطويل الممغط (الممتد)، ولا القصير المتردد، وكان ربعة من القوم، ولم يكن بالجعد القطط (الشديد جعودة الشعر)، ولا السبط، كان جعداً رجلاً (المسرح الشعر)، ولم يكن بالمطهم (العظيم الجسم) ولا المكلثم (المستدير الوجه في صغر).

وكان أبيض مشرباً، أدعج العينين (الأسود العينين)، أهدب الأشفار (طويل أهدابها)، جليل المشاش (عظام رؤوس المفاصل)، والكتد (ما بين الكتفين) دقيق المسربة (الشعر الممتد من الصدر إلى السرة) أجرد (القليل الشعر) شثن الكفين (الغليظ) والقدمين؛ إذا مشى تقلع (لم يثبت قدميه)، كأنما يمشي في صبب (ما أنحدر من الأرض)، وإذا التفت التفت معاً، ويصف علياً رضي الله عنه نبينا صلى الله عليه وسلم بأنه أجود الناس كفاً، وأجرأهم صدراً، وأصدقهم لهجة، وأوفاهم ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه أحبه.

والكاريزما هي في الأصل ملكة فطرية في الإنسان، غير أن من يفتقدها يمكن أن يكتسبها بالمران المتواصل، وفي واقعنا أمثلة عديدة لأشخاص اكتسبوا الكاريزما وقوة التأثير في الآخرين، حتى أصبحوا يتمتعون بحضور اجتماعي ملحوظ، وصاروا يبدعون في التحدث أمام وسائل الإعلام المتنوعة.

وقد تتمتع تلك الشخصية الكارازمية بروح الفكاهة والمرح، وتملك خفة الظلّ وسرعة البديهة، إضافة إلى اللباقة و(الذوق) والقدرة الخطابية المميزة المتمكنة، وكل ما يساعد في اجتذاب الناس.

ويعرف عن تلك الشخصية القراءة المستمرة والمتعددة المشارب لتطوير القدرات الكلامية وحسن التعبير عن الذات، والثقافة الواسعة، والاطِّلاع الدؤوب، والاهتمام الخاص بفن معين، والثقة بالنفس، كل ذلك يساعد على تكوين الشخصية الكارازمية. ومن الأمور التي يمكن أن تصقل بوادر سمات الكاريزما في شخصية الإنسان، هو انضمامه إلى أي عمل يمكن ان يفجر منابع طاقاته وقدراته الاجتماعية ومقدرته على التواصل مع الآخرين. إن الشخصية (الكاريزماية) هي الشخصية القادرة على التأثير في الآخرين في كل أحوالها وأحوالهم.