يعد الربو من الأمراض الشائعة ونسبة الإصابة به تشهد ازدياداً في العالم كله وتصل في بعض مناطق العالم كأستراليا ونيوزيلاندا إلى أكثر من 30%. وهذا المرض يصيب جميع الفئات العمرية. وتؤكّد الدراسات الحديثة وأرقام منظمة الصحة العالمية وجود 180.000 حالة وفاة سنوياً في العالم نتيجة الربو، وتعتبر نسبة الوفيات عالية على رغم توافر قدر كاف من العلاجات.
ويصيب هذا المرض المزمن في كثير من الحالات مجاري أو أنابيب التنفس الصغيرة التي تنقل الهواء من وإلى الرئتين وذلك بسبب تأثر هذه الأنابيب ببعض العوامل الخارجية مما ينتج عنه التهاب هذه الأنابيب الهوائية وتضيقها وزيادة إفراز البلغم. وقد أظهرت الدراسات الحديثة دوراً كبيراً للعامل الوراثي في هذا المرض وهو ما يفسر زيادة الربو عند بعض العوائل وكذلك دور مهم لالتهابات الجهاز التنفسي الفيروسية في زيادة الأعراض أو ظهورها لأول مرة.
ويقول الدكتور أيمن بدر كريم - استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم - إن الإصابة بمرض الربو تؤدي إلى تفاقم تكاليف العلاج الطبي وتدهور الحالة الصحية العامة وتعسر التحصيل الدراسي والأكاديمي وكذلك زيادة نسبة الغياب عن العمل، كما أنه وفي كثير من الأحيان يكون الربو سبباً في رداءة النوم والأرق المزمن بسبب نوبات السعال وضيق التنفس التي تنتاب ما يقرب من 70% من المصابين به بمعدلٍ أقله نوبة واحدة في الأسبوع، وفي نفس السياق يعاني ما يقرب من 40% من المصابين بالربو من الاستيقاظ المتكرر بالليل بسبب نفس الأعراض ولتناول موسعات الشعب الهوائية سريعة المفعول، وتشير بعض الدراسات الطبية إلى زيادة نسبة الوفيات ضمن الأفراد المصابين بمرض الربو إلى 29% مقارنة ب5% من غيرهم من الأفراد في المجتمع العام.
ومن أجل التحكم في أعراض مرض الربو، يجب على الطبيب الاهتمام بعلاج بعض المشاكل الصحية الأخرى كالحساسية المزمنة في الأنف والجيوب الأنفية والذي يعاني منه ما يقرب من80% من مرضى الربو وكذلك زيادة حموضة المعدة والارتجاع المعدي المريئي الذي عادة ما يؤدي إلى رداءة النوم وتكرار نوبات السعال وضيق التنفس وبخاصة الليلية منها.
ولمزيد من المعلومات عن الربو يمكن زيارة موقع منظمة الصحة العالمية، أو وزارة الصحة - البرنامج الوطني للتحكم بالربو.