الغلو هو الزيادة عن الحد المشروع في الدين، قد يكون غلواً في العبادة، أو في الأشخاص، أو في القبور، أو في الأحكام. وقد نهى القرآن عن الغلو بجميع أنواعه، كما نهى عن التساهل في الدين، وأمر بالاعتدال بين الغلو والجفاء، قال الله تعالى: {يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم}، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وإياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو)، وقال الله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ}.
والاستقامة هي الاعتدال بين الغلو والتساهل، والغلو له مفاسد كثيرة، منها: أنه يجر إلى الشرك كالغلو في الأشخاص أو في القبور، ومنها أنه يشق على النفس ويتعبها، ومنها أنه يسبب ترك العمل إذا مل الإنسان أو شق عليه العمل، وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، ومنها أنه قد يسبب الخروج من الدين كما حصل للخوارج الذين يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ويحمل على التكفير، وسفك الدماء، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو)، فهو هلاك، ومنها أنه يسبب احتقار الشرع، وأنه غير كاف.. إلى غير ذلك من الأضرار.
والتساهل لا يقل خطراً عن الغلو، فقد يسبب ترك الدين بالكلية، لأن الشيطان إذا رأى من الإنسان حباً للخير حمله على الغلو، وإذا رأى منه حباً للكسل حمله على التساهل، ليخرجه من الدين بأي وسيلة.
نسأل الله العافية من الغلو والتساهل، ونسأله الاستقامة والاعتدال، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
عضو هيئة كبار العلماء
عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء