إذا حاورت أحداً ورأيت الأصوات بدأت تتعالى فلا تكملنّ حديثك فإنه لا أحد سيستفيد من ذلك، لأن الذي يعلي من صوته ضعيف الحجة أو جاهل بمأربها، فيريد بإعلاء الصوت تقوية برهانه والاستمرار في ضلاله، لذلك سيكون ذهنه منشغلاً بألا يغلب، فلهذا فإنه لا حجة تدمغه إذا لم يستمع إليها جيداً، فبذلك لا يستطيع استيعابها ولا قبولها فيبادر إلى ردها... لذا حاوره بعد الآن حينما يسكن المكان ويهدأ الجنان.
واحذر أن تقع في شباكه فتنهي حواره وتقطعه إلى الأبد من دون بيان، لا مشكلة أنهه الآن، لكن لابد لك أن تكون أميناً فتوضح له الحق ولو بعد حين، كيلا يظنن المسكين أنه على الحق المبين فيتأثر منه ويؤثر به. فتكون سبباً في كبر المشكلة واتساع الدائرة لأنها ستضم الكثير... فتريد أن تصلح لكن تفسد.
يوسف بن عبد الله اليوسف
yo15to10@hotmail.com