أصبح العلم الرياضي الأكاديمي يشكل - في عصر العولمة العلمية - حجر الزاوية في منظومة النجاح الرياضي ورأس الحربة في ترجمة الأعمال إلى أهداف ذهبية داخل منطقة الخطط والاستراتيجيات التي يرسمها القائمون على الحركة الرياضية وهم يتطلعون للوصول أو الدخول إلى بوابة (التطور والوهج الرياضي) من أقصر الطرق واختصار مسافة التفوق المنشود.. فزمن الاجتهادات أو الاعتماد على الخبرة السلبية في اكتشاف خارطة النجاح الرياضي بمكوناته ومنطلقاته ومعطياته لا يمكن أن تحدده (بوصلة) بعض الذين تجاوزهم قطار العلم الرياضي الأكاديمي وخيول التخصص العلمي الدقيق.. وهم ما زالوا يحتلون مواقع مهمة في المنظومة الرياضية منذ سنوات عدة دون أن يدركوا أن لكل زمن رجاله.. وان علم الادارة بمنهجه الحديث.. كشف لهم عبر احدى نظرياته العلمية.. أن عطاء القائد الاداري فكراً وخططاً ومنهجاً وتطوراً ينحصر في ثماني سنوات فقط.. مقسمة على مرحلتين!! فما أكثر من تشبث بموقع القيادة وكرسي اتخاذ القرار.. في الأندية والاتحادات الرياضية وتمسك بأهداب المسؤولية دون جدوى أو تطور ملموس.. بل إن هذه الأنماط الادارية تهدف إلى تكريس دورها في تحقيق الأهداف والأشياء التي تصب في قناة الذات..!!
* هناك أنماط أخرى من الإداريين دخلوا بوابة الرياضة بأموالهم وساهموا في تأجيج التعصب والصراع والفتن والجدل الكوبي!! غير مدركين أن هذه التصرفات وهذه التجاوزات السلبية قد تحول الرياضة إلى مليشيا مسلحة تضرب بقوة الأجواء الحضارية للرياضة بمفهومها الشامل.. فالأمر أضحى يحتاج إلى إعادة نظر وحسن استقراء وخروج بنتائج محددة وواضحة من شأنها تلافي الواقع المرير للرياضة وتنقية الأجواء من هذه الارهاصات والممارسات المرفوضة مهنياً وأدبياً في المنهج الرياضي الرصين.
* الرياضة أصبحت (اليوم).. ضرباً من ضروب السياسة والثقافة والاقتصاد وحتى الفلك أيضاً..!! وبالتالي تحتاج إلى تدعيمها بالعلم الرياضي الأكاديمي والتخصص الدقيق.. فثمة أندية.. تدخل في قضايا أو مشكلات قانونية مع لاعبيها المحترفين أو المدربين ولا يوجد بالنادي متخصص في (القانون الرياضي) يتولى عملية حفظ الحقوق بفكر مهني متخصص احترافياً.. بدلاً من الاجتهادات التي يقوم بعض ممن فاتهم قطار العلم والمعرفة!! ولا يملكون حتى ثقافة قانونية بينما في الأندية الانجليزية (لاحظوا) كل ناد مدعم بمتخصص في القانون الرياضي يتصدى للمشكلات القانونية بكل مهنية واحترافية، ويصبح الجهاز الاداري بكامل أطيافه وأشكاله متفرغا لمهامه المناطة به وكأنهم خلية نحل الكل يؤدي وظيفته وفق التخصص الدقيق.. وهناك الأخصائي النفساني الذي يعزز وجوده في رفع مستوى المهارات الذهنية والخصائص النفسية للاعبين وليس فكر (شدوا حيلكم يا الربع!!) أو مضاعفة المكافآت أو الحضور الشرفي المكثف قبل المواجهة الحاسمة.. بل إن اكتساب المهارات النفسية تتم وفق خطط طويلة المدى ترتكز على أسس ومنهج علمي رصين.. وأسألوا الخبير النفساني (د. صلاح السقاء) المدعوم بأبحاثه العلمية المتخصصة.. والذي وضع - للأسف - في زاوية (التجاهل) لأننا لا نؤمن بأن الرياضة أصبحت (اليوم) علما يدرس في الجامعات ومنهجا قائما مرصودا في بطون الكتب.. وهناك أيضاً الإدارة الرياضية.. والاجتماع الرياضي والمحاسبة الرياضية وعلوم أخرى ما زالت مغيبة تماماً عن رياضتنا.. لأننا وبكل صراحة لم نصل لمرحلة ندرك أهمية العلم الرياضي الأكاديمي ودوره في اختصار زمن التفوق ومسافة النجاح.. فحال رياضتنا وتحديداً بعد دخولنا دوري المحترفين السعودي بهيئته الحالية.. أتصور أننا نحتاج لسنوات وسنوات حتى نتفاعل مع هذه المنظومة ونساير حقبة العولمة الرياضية بمكوناتها ومنهجيتها وخططها العلمية.. وذلك في ظل غياب العلم الرياضي علاوة على تطبيق الاحتراف الجزئي واقتصاره فقط على فئة اللاعبين!!..
وكذا اللجان العاملة.. الفنية والانضباطية والمسابقات.. إلخ التي لا تزال ترتع في مضمار (الهواة) فضلاً على ضعف التحصيل العلمي للاعبين وتواضع فكرهم وثقافتهم الرياضية (احترافياً) فالأمر - يا سادة - بات يحتاج لتغيير الفكر الرياضي العتيق الذي من الواضح أنه يدار بصورة غير علمية ولا منهجية داخل دهاليز معظم الأندية.. وبالتالي لابد أن نواكب هذه الحقبة بالعلم الرياضي الأكاديمي ونعزز المنظومة الرياضية بالجوانب العلمية.. فبالعلم تستطيع أن تحقق أكثر مما ترجو.. وهنا يفترض ألا نطلق مسمى دوري المحترفين بمفهومه الشامل على الدوري السعودي إلا بعد اكتمال نموه فكراً وتطبيقاً ومنهجاً وتخصصاً.
k-aidous@hotmail.com