Al Jazirah NewsPaper Wednesday  01/04/2009 G Issue 13334
الاربعاء 05 ربيع الثاني 1430   العدد  13334
ملك (القيادة والريادة)
حمَّاد بن حامد السالمي

 

* شكّل قرار تعيين الأمير (نايف بن عبدالعزيز) وزير الداخلية، نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، لبنة جديدة ومهمة للغاية، يضيفها الملك المصلح (عبدالله بن عبدالعزيز)، إلى جدار الواقع الحضاري الذي يرسيه -حفظه الله- لهذه البلاد وأهلها. إنه واقع الإدارة الفاعلة، التي تبدأ من رأس الهرم في الدولة، ولا تنتهي عند جهاز حكومي في مدينة طرفية على حدود المملكة. ثم هو واقع العلم المعاصر، والثقافة الإنسانية، والاقتصاد البناء. واقع يضاهي ما هو واقع وملموس، في بلدان عالمية سبقتنا إلى التطوير والتنمية بعقود طويلة، وعندما أقمنا المدن الصناعية والاقتصادية، وفتحنا الجامعات الحديثة، وسرّعنا من وتيرة التعليم العلمي المواكب لعصره في بضع سنوات، أصبحنا مؤهلين بكل جدارة، لعضوية مجموعة العشرين الدولية التي تقود اقتصاد العالم.

* ولد الأمير (نايف بن عبدالعزيز) في الطائف عام 1353هـ، وللمكان والزمان هنا، مكانتهما الخاصة في تاريخ المملكة، وفي قلوب مواطنيها كافة، ففي الطائف.. العاصمة الصيفية للبلاد، وفي العام 1351هـ، تم إعلان توحيد أجزاء المملكة في كيان واحد، ثم حملت البلاد لأول مرة من هذين الرمزين - الزمان والمكان - اسماً جديداً هو (المملكة العربية السعودية)، ليصبح الأمير المواطن المولود في هذا المكان؛ وبعد عام واحد فقط من هذا الزمان فيما بعد، أميناً قوياً على عهد التوحيد الذي أرساه المؤسس في جانبه الأمني، وراعياً لأمن المواطن الذي وحّد هذا الكيان جنباً إلى جنب مع المؤسس، الملك (عبدالعزيز رحمه الله).

* قاد (نايف بن عبدالعزيز)، المنظومة الأمنية في البلاد طيلة أربعة عقود كاملة، فقد باشر عمله في وزارة الداخلية، نائباً عاماً 1390هـ، ثم وزيراً للداخلية عام 1395هـ، فهو أقدم وزير داخلية في العالم في ظني، وقد نجح في تنظيم وترقية الداخلية وفروعها، ليصبح الأمن السعودي في عهده، قوة لترسيخ الأمن والطمأنينة والحب بين كافة شرائح المجتمع، في حين تتحول أجهزة أمنية في بلدان أخرى، إلى قوى للملاحقة والثأر والانتقام، فلا تذكر إلا والخوف والرعب معها. ومن خلال منظومة أمنية شعارها (السهر على راحة المواطنين)، حقق رجل الأمن السعودي لمواطنيه، نعمة الأمن الكبرى، وبجهاز الأمن القوي المترابط، انتصرت المملكة حكومة وشعباً، على أعداء الوحدة الوطنية، وأعداء الأمن والسلام، ابتداءً من (حركة جهيمان البالونية)، وصولاً إلى (عمليات القاعدة الفلاشية). كنا طيلة سنوات خلت، من أكثر بلدان العلم استهدافاً من العمليات الإرهابية، ثم تحولنا - بفضل الله ثم بفضل (نايف بن عبدالعزيز) وأجهزة الأمن السعودي - من أعلى بلدان العالم مقدرة وكفاءة في التصدي لهذه العمليات الإرهابية، وملاحقة أذناب القاعدة، وتحقيق الانتصار تلو الانتصار على الخلايا الإرهابية، قائمة ونائمة ومنبطحة، والقبض على المحرضين والممولين والمتعاونين، وتقديمهم للعدالة.

* يحلو لنا نحن الكتاب عادة، أن نطلق على الأمير (نايف بن عبدالعزيز)، رجل الأمن الأول في المملكة، وهذا لقب حفي به الرجل الذي يقود هذا الجهاز سنوات طويلة، ويوجهه في مسارات توفر السلام والخير لأبناء الشعب، ولكن (نايف بن عبدالعزيز) يرد علينا، معتبراً كل مواطن في هذا البلد، هو رجل الأمن الأول، انطلاقاً من المسؤولية الأمنية التي تقع على عاتق كل مواطن تجاه بلده ومواطنيه. يقول النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية: (المواطن أينما كان، هو رجل الأمن الأول.. هو الجندي الأساس لحماية وطنه، من عبث العابثين، ومن شر جنود الشياطين، وهو المعني بالحفاظ على مكتسباته، وهو الوسيلة كما هو هدف النماء والرخاء والاستقرار).

* إن قرار تعيين الأمير (نايف بن عبدالعزيز)، في منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وما سبقه من قرارات ومراسيم إدارية وإصلاحية، هو مما ينشر المزيد من الفرح والاطمئنان، ويزيد من مساحة الأمل بمستقبل أفضل إن شاء الله، ومن المهم في هذه المرحلة من تاريخنا المعاصر في هذه البلاد، أن نرتقي نحن، وترتقي كافة الأجهزة والمؤسسات في الدولة، إلى قمة التفكير الذي يتمتع به قائد بلادنا، ورائد نهضتها الحديثة، الذي أحدث - حقيقة - نقلة نوعية في نمطية التفكير في الأداء الإداري والتنموي، وحرّك عجلة التطوير الإداري والثقافي والاقتصادي، كما لم يحدث من قبل، حتى أصبح مع كل يوم جديد، منجز جديد يبعث على البهجة والسرور.

* شكراً خادم الحرمين الشريفين، فقد اخترت الرجل المناسب للمكان المناسب، فالأمير (نايف بن عبدالعزيز)، رجل أمن وحكم من الطراز الأول، ويملك من الخبرة والممارسة، ما يؤهله لهذا المنصب في الدولة. أكرر الشكر هنا.. وأردد مع الأمير المبدع (خالد الفيصل) قوله بين يديك: (لك الله يا عبدالله.. لو سار الناس مسارك، لما اختلفوا ولا تخلفوا).



assahm@maktoob.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد