الجزيرة - الدوحة - موفد الجزيرة - سعد العجيبان
انطلاقاً من مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - للمصالحة العربية التي أطلقها إبان القمة العربية الاقتصادية التي عقدت في الكويت في كانون الثاني - يناير الماضي واصلت المملكة العربية السعودية جهودها لتثبيت وترسيخ مصالحة عربية شاملة تصب في مصلحة الوطن العربي؛ فبعد هذه المبادرة المباركة احتضن خادم الحرمين وبعد اتصالات وزيارات عدة قمة عربية مصغرة في الرياض برئاسته، وبحضور الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس السوري بشار الأسد والشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت في مسعى لتحفيز هذه المصالحة؛ تأكيداً على أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين للمصالحة العربية وباعتبارها مبدءاً لحل كل خلاف عربي اعتمدتها القمة العربية الحادية والعشرون التي عقدت في الدوحة كوثيقة تعزيز المصالحة والتضامن العربي، وجاءت لتفتح الباب على مصراعيه للعالم العربي.. وفيما يأتي بنود الوثيقة:
نحن قادة الدول العربية، إدراكاً منا للتداعيات الخطيرة للخلافات العربية، وتأثيراتها السلبية على مصالح الأمة العربية، وقضاياها المصيرية، وانطلاقا من دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود التي أطلقت عملية المصالحة العربية في القمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية بالكويت، وأهمية بذل المزيد من الجهود لتنقية الأجواء وبناء الجسور بما يسمح بتجاوز الخلافات بعمل جماعي تشارك فيه جميع الدول العربية، وحيث إن أمتنا العربية تتطلع إلى أن تشكل قمة الدوحة نقطة تحول إيجابي لتعزيز مسيرة المصالحة وتأكيد التضامن العربي، وإيصال الجهود المبذولة في هذا الشأن إلى غايتها المنشودة، نؤكد عزمنا وتصميمنا على المضي قدماً في هذه المسيرة، واضعين نصب أعيننا تطلعات وآمال شعوبنا العربية، ومصالحنا القومية، والاتفاق على جملة من المبادئ والأسس التي يستند إليها التحرك العربي نحو تعزيز المصالحة والتضامن، وذلك على النحو الآتي:
أولاً: الالتزام بميثاق جامعة الدول العربية باعتبار الجامعة مرجعية العمل العربي المشترك، والهادفة إلى تطويره، وتفعيل آلياته في كافة المجالات.
ثانياً: التوجه الجاد والمخلص نحو تنفيذ ما سبق أن تعهدنا به في وثيقة (العهد والوفاق والتضامن) التي أقرتها قمة تونس في مايو - أيار 2004م باعتبارها الأرضية الأساسية لتنقية الأجواء ودعم العلاقات العربية البينية، وتحقيق التضامن العربي والحفاظ على المصالح القومية العليا.
ثالثاً: أهمية انتهاج أسلوب المصارحة والشفافية والحوار والتشاور في حل الخلافات العربية والابتعاد عن إثارة الفتن ولغة التهجم والتحريض والتصعيد.
رابعاً: بلورة رؤية استراتيجية موحدة للتعامل مع التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية وغيرها من التحديات التي تهدد الأمن القومي العربي.
خامساً: التأكيد على محورية القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وأهمية الالتزام بالاستراتيجية العربية المتفق عليها لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
سادساً: تفعيل آليات العمل العربي المشترك لفض المنازعات بما في ذلك تلك التي نصت عليها وثيقة (العهد والوفاق والتضامن) والطلب من الأمين العام تفعيل هذه الآليات بما يحقق المصالح العليا للعمل العربي المشترك ويضمن إدارة الخلافات بما لا يؤدي إلى مضاعفات تضر بالعلاقات العربية.