يحق للمواطن أن يفرح ويحق له أن يبتهج ويحق له أن يشعر بالأمن والطمأنينة على حاضره ومستقبله، لقد لمست هذه المشاعر في حديث كثير من المواطنين من مختلف الأعمار والفئات والمستويات الاقتصادية والثقافية، ورأيتها في وجوههم، مصدر هذا الارتياح والابتهاج قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - باختيار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.
لقد أكد هذا القرار بكل أبعاده ومضامينه بأن خادم الحرمين الشريفين يستشف أفكار مواطنيه، ويقرأ رسائل مجتمعه ثم يصوغها قرارات تترجم تلك الأفكار وتبشر المواطنين بأن رسائلهم وتوجهاتهم مركز اهتمامه وتقديره - حفظه الله.
صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز بما حباه الله من صفات خلقية، وبما اكتسبه من ممارسات عملية، وبما وفقه الله إليه من استيعاب للقيم الأصيلة، والثقافة العربية النبيلة وتراث مجتمعنا السعودي الشهم جعلت منه رمزاً يمثل مجتمعه، بل انصهرت خصائص المجتمع السعودي في سموه الكريم، وانصهر فيها، ولو أخذنا الجانب الأمني بكل أبعاده مثالا لذلك فقد حقق فيه سموه درجة الامتياز، وقد لا يرى بعض المتابعين إلا جانب الأمن المادي، المتعلق بحماية البلاد وهي القارة الواسعة من عبث من يريد بالوطن والمواطنين شرا، وهو جانب مهم جعلت نجاحات جهاز الأمن الذي يقوده سموه محل إعجاب وتقدير المتابعين في الداخل والخارج.
حتى أن بعض الدول التي تتعرض لمستوى أدنى من العبث الذي تتعرض له بلادنا سعت إلى التعمق في التجربة السعودية، ومحاولة الاستفادة منها حماية لبلادها ومواطنيها.
والجانب الآخر لأمن الوطن والمواطن حاضراً ومستقبلاً هو الجانب الفكري بصوره المختلفة فسموه مدرك أن الضرر مثل ما يأتي من الفهم الخاطئ لثوابت ومرتكزات مجتمعنا المسلم، فقد يأتي من الإعجاب الجاهل بالثقافات الوافدة، وكلا الأمرين خطير التأثير على حاضر المجتمع ومستقبله، مرفوض من معظم أفراده، وكما عبر كثير من المواطنين فإنهم يحمدون الله أن قائد فريق أمن الوطن - تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وحسب توجيهاتهما - يظهر اتباع هذا المنهج قولاً وعملاً في كل مناسبة، ويؤكد أن بلادنا منذ تأسيسها على يد جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - سارت على هذا الطريق الذي حقق لها والحمد لله ما تنعم به من أمن واستقرار ورغد عيش.
ولعلي أختم بالحديث الشريف: (من أصبح منكم معافى في جسده، آمنا في سربه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا)، وبالأثر: (نعمتان خفيتان: الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان...).
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - ومتعهما بالصحة والعافية - وأعان الله صاحب السمو الملكي الأمير نايف على ما تحمله من مسؤوليات، وعاشت بلادنا في أمن وأمان تحرسها عناية الله ثم جهود المخلصين من قادتها وأبنائها.