لندن - طلال الحربي
بيَّن السياسي المخضرم اللورد دوغلاس هيرد أهمية مشاركة المملكة العربية السعودية في قمة العشرين وقال في تصريحات ل(الجزيرة): إن الأزمة الاقتصادية الراهنة تؤثر في العالم كله وجميع البلدان التي تقوم بدور مهم في الاقتصاد العالمي بحاجة إلى تضافر عملها في التعامل مع الأزمة وهذا هو الغرض من اجتماع G20 في لندن هذا الأسبوع الآليات التقليدية لمناقشة الشؤون الاقتصادية أثبتت محدودة للغاية وتحتاج إلى إصلاح وG20 هي جديدة نسبيا وليست مهيأة تماما للعمل، ومع ذلك فهي أكثر تمثيلا من هيئات مثل G7 أوG8 ومن الواضح أنه من الضروري أن المملكة العربية السعودية ينبغي أن تشارك، ومن المهم والمقدر أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله أن يأتي بنفسه الى لندن للمشاركة المملكة العربية السعودية هي أكثر تأثيرا من جميع الدول المنتجة للنفط داخل وخارج أوبك، السياسة السعودية بشأن هذه المسائل كان صبورة وحليمة وعلى أساس التقييم على المدى الطويل وليست برد الفعل على الحاجة اليومية أو المؤقتة أو الضغوط وحول جدول أعمال G20 وقال اللورد هيرد إن زعماء قمة G20 لديهم ثلاث مشكلات رئيسية لمناقشتها أولا ضرورة حفز الاقتصاد في جميع أنحاء العالم لاستعادة زخم النمو الاقتصادي الذي تأثر كثيراً، وثانياً النظر في ما يلزم إجراء تغييرات في الهيكل التنظيمي للدول والعالم بأسره من أجل منع حدوث هذه النكسة، وثالثا التجارة والحاجة إلى تجنب الحمائية وحول المشهد الاقتصادي في منطقة الخليج قال اللورد هيرد انه بسبب الموارد الطبيعية لدول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية عانوا أقل من غيرهم من هذا الاضطراب ولكن حتى هي تأثرت بها وعملت على التعامل معها، ولقد تابعت عن كثب سياسات الملك عبد الله في تنويع الاقتصاد السعودي وتوفير فرص العمل للجيل الجديد من المواطنين السعوديين وحول أهمية المملكة العربية السعودية سياسيا قال اللورد دوغلاس هيرد: إن قادة G20 يعرفون تماما أن الاستقرار الاقتصادي غير ممكن ما لم تكن مقترنة تسوية النزاعات المدمرة في الشرق الأوسط قضية فلسطين لا تزال تعكر صفو العلاقات وتهدد السلام، وأنا متأكد من أن الملك عبد الله يود أن نذكر معه مبادرة السلام التي أطلقها في بيروت في عام 2002 التي توفر الأساس اللازم للدول العربية للتفاوض مع إسرائيل، ومن تجربتي الكثير من الناس في الغرب لا يزال يجهل أصل ومضمون مبادرة السلام هذه لضمان نجاحها يتطلب المشاركة في التفاوض على الحكومة الإسرائيلية أن تكون مستعدة لقبول دولة فلسطينية. كما يتطلب وجود قيادة فلسطينية موحدة للأسف نفتقر لها في الوقت الراهن. وأنا متأكد من أن الديبلوماسية السعودية ستواصل الضغط من أجل التوفيق بين الاختلافات بين حماس وفتح من أجل وجود قيادة فلسطينية واحدة متفقة لإجراء محادثات سلام وأخيرا الاتفاق يتطلب مساعدة من الولايات المتحدة وأوروبا التي آمل أن تكون فعالة في ظل القيادة الجديدة للرئيس أوباما وللملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين دور حاسما في العمل من أجل المصالحة والتفاهم سواء داخل العالم الإسلامي اوبين المسلمين والأديان الأخرى، وهذا جهد حيوي وكذلك بالنسبة لبريطانيا مع العدد الكبير من المسلمين في بلادنا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية كلا من ضحايا الإرهاب في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم مما تحقق من تقدم في جهود مكافحة الإرهاب على أساس العمل المضني وإجراءات الاستخبارات الصارمة للدفاع عن النفس، لكن النجاح لا يعتمد فقط أو حتى بصورة رئيسية على التدابير الأمنية الجهد الكامن في كل من بلداننا هو ردع جيل الشباب المسلمين من الوقوع في شرك التطرف والعنف في بريطانيا كل مسلم من الممكن تماما بالنسبة لهم اتباع عقيدتهم والعيش وفقا لتلك العقيدة بالالتزام بالقانون كأعضاء بالمجتمع البريطاني وبالمثل في المملكة العربية السعودية نرى تغييرات مستوحاة من الملك عبد الله تدريجيا، مع احترام التقاليد التي تجعل المجتمع أكثر شمولا وأقل عرضة للاختراق من قبل المتطرفين.. واختتم اللورد دوغلاس هيرد حديثه قائلا كلا البلدين يعرف أن هذه مهمة طويلة دون نتائج سريعة ولكن أيضاً ضرورية واللورد دوغلاس هيرد هو رئيس المعهد الملكي للشؤون الدولية تشاتام هاوس كان عضو البرلمان من 1974 إلى 1997 وأمضى 16 عاما في الحكومة وخلال هذه الفترة شغل عدة مناصب وزير الدولة في وزارة الداخلية وزارة الخارجية وشغل منصب وزير الدولة لشؤون ايرلندا الشمالية في الفترة من 1984-85، كوزير للداخلية 1985-89 كوزير للخارجية 1989-95