موسكو - سعيد طانيوس

أكد مندوب روسيا الدائم لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) دميتري روغوزين أن هزيمة الناتو في أفغانستان لا تروق لروسيا، لأنه سيتعين على موسكو وحلفائها في هذه الحال معالجة تداعيات العملية العسكرية للحلف. وأكد أنه لهذا السبب يتعين على روسيا التي تتعاون مع الحلف في مسائل الترانزيت غير العسكري، أن تبني في نفس الوقت قبضة فولاذية في هذه المنطقة.

واعتبر روغوزين قرار منظمة الأمن الجماعي الخاص بتشكيل قوات جماعية للانتشار السريع في إطار المنظمة، قرارا صائبا في هذا الاتجاه.

وقال روغوزين في مقابلة أجرتها معه قناة (فيستي) الإخبارية الروسية أمس: (إن أهم شيء بالنسبة لروسيا هو أن هذه الحرب ليست حربنا، ونحن نطالب الحلف بمكافحة المخدرات والعصابات التي تنشط في تهريب المخدرات إلى جانب العمليات العسكرية في أفغانستان).

وجاء في بيان مشترك صدر عن مباحثات الرئيسين الروسي دميتري ميدفيديف والأميركي أوباما على هامش لقاء (مجموعة الـ20) في لندن في الأول من الشهر الحالي، أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على إعداد اتجاهات جديدة للتعاون في تنمية أفغانستان. وأشار البيان إلى أن (الطرفين اتفقا على إعداد اتجاهات جديدة للتعاون دعما للجهود الدولية الرامية إلى إشاعة الاستقرار في أفغانستان، وإعادة بنائها وتنميتها).

كما جرت الإشارة في الوثيقة إلى (إننا اتفقنا على أن منظمة (القاعدة) والتنظيمات المتطرفة والإرهابية الأخرى، التي تمارس نشاطها في أفغانستان وباكستان، تشكل خطرا يهدد العديد من البلدان، بما فيها روسيا والولايات المتحدة). واتفق الطرفان على العمل من أجل اتخاذ إجراءات دولية منسقة ودعمها في ظل منح الأمم المتحدة الدور الأساسي.

وقال جيمس اباتوراي الناطق الرسمي باسم الناتو في تصريح أدلى به بعد اجتماع قادة دول الحلف في بادن - بادن بألمانيا إن قادة دول الناتو يرون ضرورة أن يتعاون الحلف مع روسيا. إلا أنه أضاف، أن أعضاء الناتو لم يتوصلوا بعد إلى صيغة جديدة للتعامل مع روسيا في إطار مجلس (الناتو - روسيا) المشترك وأنهم مستعدون للعمل مع روسيا من أجل إيجاد صيغة مناسبة.

وأشار إلى أن روسيا تريد إجراء تغييرات على عمل المجلس الذي لم يثبت جدواه خلال النزاع بين روسيا وجورجيا في الصيف الماضي. وجمد الناتو العلاقات مع روسيا حينذاك لأن معظم أعضائه وقفوا إلى جانب نظام الحكم الجورجي. وفي مارس الماضي قرر وزراء خارجية دول الناتو استئناف العلاقات مع روسيا. كما وقعت الولايات المتحدة وأوزبكستان اتفاقية بشأن ترانزيت شحنات لوجستية غير عسكرية للقوات الأميركية العسكرية في أفغانستان عبر الأراضي الأوزبكية.

وينص الاتفاق على ترانزيت الشحنات غير العسكرية وحدها التي تتضمن مواد غذائية وطبية وإنشائية لصالح الوحدات الأميركية في أفغانستان.

وقد تجري زيادة القوات الأميركية في أفغانستان في هذه السنة، بـ10 آلاف فرد كما أعلن مصدر في مقر الناتو ببروكسل.

وسبق الرئيس الأميركي باراك أوباما أن وافق على إرسال أكثر من 20 ألف فرد من القوات المسلحة في السنة الجارية إلى أفغانستان.