من نهج المحبة والولاء الذي بات - بحمد الله - متأصِّلاً في مجتمعنا، نهنئ أنفسنا جميعاً بالقرار الحكيم الذي أثلج صدورنا، والقاضي بتولِّي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -
...منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء؛ ولا يخفى ما لسموِّه الكريم من إسهام متميِّز في بناء هذا الكيان المبارك، تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، رايةً خفاقة في يمين رائد البناء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز حفظهما الله وأيَّدهما؛ فقد أعطى سمو الأمير نايف هذا الوطن من خالص خبرته، وخلاصة فكره، ونضوج الرؤية لديه، ما أجمع ذوو الفكر - بمختلف مناحيه - على مزيد أهميته، كما أقرَّ كلُّ مراقب منصف أن شخصية سموِّه تتميَّز إضافة إلى الخبرة الواسعة والوعي المتزايد، بإدراك مُلِمٍّ لكل القضايا المعاصرة، على المستويين الداخلي والخارجي.
إن مسيرة سموِّه الطويلة ظلت حافلة بحفظ الأمانة، وأداء المسؤولية حيال الوطن على أحسن وجه وأتمه، وشهدت على يديه العديد من الإنجازات المباركة، وأثبتت صواب الرؤية لديه حيال الأهداف الرئيسة التي سعت قيادة المملكة الحكيمة إلى تحقيقها، منذ أرسى قواعدها المؤسس الأول الملك عبدالعزيز - طيَّب الله ثراه -، وسار من بعده أبناؤه الكرام لا يألون جهدًا في ذلك، حتى تبوَّأت بلادنا مكانتها المتميزة معتمدة - بعد توفيق الله تعالى - على سواعد أبنائها، الذين كما أَوْلتهم القيادة الرشيدة كل اهتمام وعناية، قد أبدَوا بدورهم تفانيًا وإخلاصًا في بناء هذا الوطن والحفاظ عليه.
إن الناظر بعين البصيرة إلى كل ما بذله سموُّه، وإلى ما تبذله حكومة المملكة من جهود إيجابية جعلت بلادنا مضرب مثل في الاستقرار والنماء، لَيدرك حقيقة حسن الإدارة، ونتاج الحكمة، ويلمس بوضوحٍ نضوج الرؤية، وسلامة الطويِّة، وقوة العزيمة، والثقة التامة بروح الإسلام منهجاً وواقعاً.
نتلقى بتمام الغبطة - كسائر أهل الوطن - هذا القرار الحكيم بكل محبة واعتزاز؛ محبةً استقرت في قلب كلٍّ منَّا، واعتزازاً بات كل شبر من أرض وطننا الغالي يحكيه: لمسات عزم أرست تمام الاستقرار والأمن فيه، وعملاً متفانياً دؤوباً في خدمة ضيوف الرحمن، وبِرًّا بالسُّنَّة الكريمة، وعزمات خير يقصر عن حصرها القلم.
وبالرغم من ترفُّع سموِّ الأمير نايف بن عبد العزيز دومًا عن حب الإطراء والثناء، إلا أنه يبقى - بحقٍّ عند أبناء الوطن - مثالاً للرجل العربي المسلم بكل إبائه وكرمه، وكرامته وشممه، ذاك الرجل الذي يفرض كامل الاحترام على كل مخلص لدينه، ثم لولاة أمره ووطنه، فلا يسعنا جميعاً - والحال هذه - إلا أن نقول مغتبطين: هنيئًا للوطن بكم.
* رئيس شركة بيت الرياض عضو الجمعية السعودية للإدارة